Tarek El Mahaba | Page 11

تسمية الكنائس بأسماء القديسين

‎11‎
الكنائس كلها بيوت الله ، وقد دعي اسمه عليها « فالمكان الذي يختاره الرب إلهكم ليحل فيه ( تث ‏(.‏ ‎11‎ : ‎12‎ وهى مسكنه « يا رب أحببت محل بيتك وموضع مسكن مجدك ‏«.‏ ( مز ‏(.‏ 8 : ‎26‎ واختارها لسكناه مع شعبه فيصنعون له مقدسً‏ ا ليسكن في وسطهم ، ولذلك أمر بمهابتها ( … مقدسي تهابون أنا الرب ‏(.‏ ( لا‎19‎ ‏(.‏ ‎30‎ : فالكنائس تبنى لعبادة الله كفرض أساسي . وهذا لا يمنع إن يطلق عليها أسماء مختلفة لنميزها بعضها عن بعض « كما سمى هيكل الله كهيكل سليمان وكنائس العهد الجديد بأسماء البلاد . ككنائس آسيا ( ‎1‎كو ) ‎19‎ : ‎16‎ وكنائس أفسس وسميرنا ( رؤ ) ‎2:1،8‎ وبأسماء الشعوب المرسلة أليهم الرسائل كاللودوكيين ( ‎1‎كو
) ‎16‎ ، ‎15‎ : 4 والتسالونيكيين ( ‎1‎تس ) ‎1:1‎ وعلى هذا القياس سميت الكنائس بأسماء العذراءوالرسل والشهداء و الملائكة . وليس على أساس أن الكنائس قد أقيمت خصيصا للقديسين بل هي تقام في حد ذاتها لعبادة الله ، إنما إطلاق أسماء القديسين عليها مجرد واسطة ليس غرض في حد ذاته . فكأنما نقول كنيسة الله التي على اسم القديس فلان وذلك : -
( 1 ) لتمييز الكنائس بعضها عن بعض : كما تطلق الأسماء على الأشخاص والأقاليم والمدن والشهور والأيام والأعياد والأصوام والمؤسسات المختلفة ؛ فيسمى الله نفسه بأسماء قديسين إبراهيموإسحق ويعقوب « أنا الله أبيك اله إبراهيم واسحق ويعقوب ‏».‏ ( خر ، 6 : 3 خر ، 5 : 4 مت ، ‎32‎ : ‎22‎ أع : 7
‏(.‏ ‎32‎ وأصبح ذلك الاسم علما فكان الشعب والأنبياء يدعون الله في صلواتهم بهذا الاسم ، « وكان عند إصعاد التقدمة أن إيليا
النبي تقدم وقال أيها الرب اله إبراهيم واسحق وإسرائيل ‏..(‏ ( 1 0 مل ‏(.‏ ‎36‎ : ‎18‎
( 2 ) أطلق أيضا على هيكل الله الذي في أورشليم اسم « هيكل سليمان ‏«.‏
( 3 ) سميت شريعة العهد القديم باسم
« شريعة موسى » مع أنها شريعة الله . وقد أطلق الله عليها ذلك الاسم قائلا « أذكروا شريعة موسى عبدي » ( مل ) 4 : 4 وكذلك باقي الأسفار فنجد - رؤيا إشعياء بن أموص ( أش ‏(،‏ 1 : 1 وكذلك المزاميرسميت بأسماء كاتبيها تميزا لها ، كمزامير داود وآساف ، وموسى … مع أن هذه الأسفار كلها من كلام الله نفسه وليست من كلام هؤلاء الأنبياء ، إلا أنها سميت بأسماء كاتبيها تمييزا لها عن الأسفار الأخرى ، لأنه لم تأت نبوة فقط بمشيئة إنسان . بل تكلم أناس الله القديسون مسوقين من الروح القدس ( 2 . بط‎1‎ ‏(.‏ ‎21‎ ( 4 ) وذكر سفر الرؤيا إنأسماء الرسل الاثني عشردونت على أسس الكنيسة السماوية ( رؤ‎14:21‎ ) وفي العهد القديم أيضا دونتأسماء الأسباط الاثني عشر على الحجارة الكريمة المرصعة على الصدرة التي يكهن بها هرون في الخدمة المقدسة ( خر‎14:39‎ ‏(.‏
وعلى هذه الأسس الثابتة في الكتاب المقدس والنماذج التي رسمها الله بذاته سارت كنيسة العهد الجديد بإطلاق أسماء الملائكة والرسل والقديسين على الكنائس .
( 5 ) في إطلاق أسماء القديسين على الكنائس إكرامًا لهم
يذكر معلمنا يعقوب الرسول ‏]…‏ طلبة البار تقتدر كثيرًا في فعلها كان إيليا إنسانًا تحت الآلام مثلنا وصلى صلاة أن لا تمطر فلم تمطر
على الأرض ثلاث سنين وستة أشهر . ثم صلى أيضً‏ ا فأعطت السماء مطرًا وأخرجت الأرض ثمرها ] ( يع‎18-16:5‎ ) ففي تكريم القديسين تكريم للفضيلة ذاتها ، وتقدير وتعظيم للمثل العليا هذه التي اجتهدت الكنائس لتوصيلنا إليها ورفع أشواقنا ورغباتنا نحوها وتشجيعنا على الجهاد لتحقيقها في حياتنا .
فبهذه الوسيلة التكريمية تحقق الكنيسة أغراضها العليا فينا . فالقديسون لا يحتاجون إلى تكريم ارضي . إذ هم يتمتعون بأعظم تقدير وسعادة وبهاء مع الله في السماء . ولكن في تكريم الله لهم وإحياء ذاكراهم على الأرض فائدة عظمى لنا . وقد كرم الله قديسيه أعطاهم سلطانا كسلطانه . الحق أقول لكم انتم الذين تبعتموني في التجديد متى جلس ابن الإنسان على كرسي مجده تجلسون انتم أيضا أثنى عشر كرسيا تدينون أسباط إسرائيل الاثني عشر ( مت ) ‎28‎ : ‎19‎ وجعل لهم منزله كمنزلته « الذي يسمع منكم يسمع منى والذي يرذلكم يرذلني » ( لو ) ‎16‎ : ‎10‎ راجع أيضا ( يو ‎23-21‎ : ‎20‎ ‏(،‏ كذلك وعد الله بأحياء ذكرى الذينأكرموه ، فقال عن المرأة التي سكبت قارورة الطيب على قدميه « حينما بكرز بالإنجيل بكرز بما فعلته هذه تذكارًا لها ‏«.‏
ولذلك اعتاد المسيحيون إن يقيموا المذابح أو يشيدوا الكنائس فوق الأماكن التي استشهد فيها القديسون أو فوق قبورهم أو أماكن أجسادهم المقدسة ، تخليدا لذكراهم ولذكرى محبتهم وفضائلهم كما يطلق على بعض الكنائس أيضا أسماء الحوادث السيدية الهامة ككنائس القيامة ، الصعود ، التجلي ‏..‏