Tarek El Mahaba | Page 3

التجسد الالهي قداسة البابا تواضروس الثانى

3
بعض الابعاد في التجسد : حدث التجسد في تاريخ البشر يتضمن تلاقي المحبه النازله من الله والمحبه الصاعده من الانسان ، هذه المحبه النازله من الله والمحبه التي تصعد من الانسان تلاقتا في نقطه التجسد ، والتعبير الذي كثيرا ما نستخدمه في صلواتنا وفي تسابيحنا ( يا الله محب البشر ) عباره عن ثلاث عناصر : يا الله ، والبشر ، وفي وسطهما المحبه . وهذه هي المحبه النازله من الله نصيغها في بعدين : البعد الاول ( تحقيق المواعيد ‏(:‏ فالعهد القديم كله عباره عن مواعيد ، وكما تعلمنا الكنيسه في شهر كيهك يبدا الاحد الاول بالوعد بميلاد يوحنا والاحد الرابع بولاده يوحنا ، فكان تاريخ البشر بين نقطتين الوعد وتحقيق الوعد . اول بعد ف المحبه في النازله من الله ان الله يحقق وعوده . البعد الثاني ( ملء الزمان ‏(:‏ وهذا يبين انةحياه الانسان امام الله ليست تسير اعتباطا ، بل تسير بتدقيق شديد ، فلم يكن التجسد صدفه وبدون ترتيب بل فيرملء الزمان ، الزمان الذي اكتمل وجاء فيه المسيح ، المسيح لم يات ليحدثنا عن الله فهذا عمل الانبياء ، ولكن المسيح جاء لكي يعلن شخص الله فيه ( عظيم هوا سر التقوي : الله ظهر في الجسد ‏(.‏ ( تيموثاوس الاولي‎٣‎ ‏(.‏ ‎١٦‎ : اما المحبه الصاعده من الانسان فتتلخص في عنصرين : العنصر الاول هو شوق او اشتياق الانسان لله : سواء اليهود بانبيائهم او حتي الامم بفلاسفتهم مثل المجوس ، كان يوجد تخمين دفين لدي الانسان عن متي سياتي الرب ، وقد قال سقراط ‏:)‏ لا سبيل الي معرفه الحقيقه الا اذا جاء رب الحقيقه واعلنها بذاته ‏(.‏ وسقراط فيلسوف وثني اممي . المزامير ايضا
مليئه بعبارات الاشتياق الي الله ، في اسفار الانبياء تعبير عن الاشتياق الي الله ‏...‏ وتعبيرات اشتياق النفس لربنا ، تعبيرات الفرح . العنصر الثاني ( نقاوة العذراء ‏(:‏ التي نعتبرها فخر جنسنا ، وكما نطلق عليه في كتب التسبيح حواءنا الجديده او السماء الثانيه . صورة التجسد ترينا المحبه النازله مع المحبه الصاعده وقد تقابلنا في مذود بيت لحم ، ولذلك في قصه الميلاد نتقابل مع تسبيح الملائكه وفي نفس الوقت لهفة الرعاة لكي يروا التي قالها لهم الملاك عنها ، ونتقابل في احداث الميلاد مع تسبحه السمائيين بصفه عامه ، ومع اصرار المجوس ان يصلوا للمولود ونتقابل مع اناس في قمه المحبه مثل الرعاه والمجوس ، واناس في قمة العداوه مثل هيرودس . هناك ثلاثه ابعاد حققها التجسد في حياتنا : البعد الايماني : من خلال التجسد صار ايمان الانسان ايمانا واضحا ، فالتجسد عرفنا من هوا الاب ، وبالتجسد عرفنا معني شركه الروح القدس ، في بشارة الملاك للعذراء قال لها ‏:)‏ الروح القدس يحل عليكي وقوة العلي تظلئلك ، فلذلك القدوس المولود منك يدعي ابن الله ‏(.)‏ لوقا ‏(،‏ ‎٣٥‎ : ١ فعرفنا من هو الاب والابن والروح القدس . في القداس الغريغوري نقول عن السيد المسيح ( الذي اظهر لنا نور الاب ، الذي انعم لنا بمعرفه الروح القدس الحقيقي ‏(،‏ وكما قال المسيح ‏:)‏ الذي رانئ فقد راي الاب ‏(.‏ ( يوحنا‎١٤‎ ‏(،‏ ٩ : ويقول القديس بولس ‏:)‏ لان به ( السيد المسيح ) لنا كلينا ( اليهود والامم ) قدوما في روحا واحد ( شركه الروح القدس ) الي الاب ‏(.)‏ افسس‎٢‎ ‏(.‏ ‎١٨‎ : البعد الروحي : التجسد اعطي الانسان بعدا روحيا فائقا ، اصبح للانسان قيمه ، التجسد اعطي الانسان السمو الروحي ، واضاف للانسان نعمة التبني وهذه هدف في حياتنا . اصبح لنا الحق في ان ندعوا الله ( يا ابانا ‏(،‏ وهذا التعبير لا نجده في الاديان الاخري ، ولكن بالتجسد اعطانا هذه الامكانيه ان يكون الله ابا للانسان . يقول احد القديسين ‏:)‏ المسيح هو في ان واحد الابن الوحيد والابن البكر : الابن الوحيد لانه
اله ، والابن البكر من حيث الاتحاد الخلاصي اذا صار انسانا حتي اننا فيه وبواسطته نصير ابناء الله ‏(.‏ المسيح هو ( البكر ) بتعبير القديس بولس الرسول ‏)...‏ بكرا بين اخوه كثيرين ‏(.)‏ روميه‎٨‎ ‏(،‏ ‎٢٩‎ : هذا التعبير ( بكر ) من ناحيه ان المسيح صار منتسبا لنا نحن البشر ، وصار معبرا عنا بعد ان كان الانسان تائها بلا هويه صارت له هويه ، وعاد الي مرتبته الاولي ، فالانسان بالتجسد عاد وصار ابنا الي الله . البعد الكنسي : التجسد عمل لنا نوعا من الوحدانيه ، المذود كنقطه اجتمع فيه ثلاث فئات : الرعاه-المجوس-الملائكه : فالرعاة يمثلون اليهود ، والمجوس يمثلون الامم ، والملائكه يمثلون السمائيين ، وهذه التركييه الثلاثيه الجميله كلها اجتمعت في مذود بيت لحم ‏...‏ وهذه هي الكنيسه : الكنيسه عباره عن كل اطراف الارض ، يهودا وامما ، قريبين وبعيدين ، مضافا اليهم السمائيون الذين نصرخ مثلهم ونقول ‏:)‏ قدوس قدوس قدوس ‏(.‏ وكل هولاء يجتمعون في الحضرة السمائيه . التجسد جمع ابناء الله المتفرقين الي واحد ، ولذلك نسمي البعد الكنسي هو بعد « الوحدانيه » صار التجسد فرصه اعطيت للانسان انه يتجمع ابناء الله المتفرقين الي واحد ، لهم انشوده واحده ، لهم عيادة واحده ، لهم كنيسه واحده ، لهم مذود واحد تدريب : المجوس كانوا رجال حكمه ، وكن امامهم هدايا كثيرة لياتوا بها ليقدموها ، لكن اختارواثلاث هدايا ‏:)»‏ ذهبا ولبانا ومرا ‏«(‏ وهي تعبير عن حياة كل انسان في المسيح ، فد توجد ايام ذهب وايام لبان وايام مر ، حياتنا التي نقدمها لمسيحنا واوقاتنا التي نقدمها لمسيحنا هي ثلاث نوعيات : ايام الذهب هي : ايام التوبه-ايام الانتصار-ايام النجاح-ايام التفوق-ايام النصره . ايام اللبان هي : اوقات العباده-المارسات الروحيه-‏ ممارسه ااسرا ‏-وقفات الصلاه-جلسات الانجيل . ايام المر هي : اوقات الضيقه والمحن واوقات الالام التي من اجل المسيح . فهل اوقات حياتك هي ذهب ولبان ومر ؟.‏