Tarek El Mahaba Tarik El Mahabba -February Issue | Page 5

ما بين يونان والمسيح

نيافة الآنبا بيشوى

البعض يسال عن الثلاثة ايام والثلاث ليالي التي قال عنها السيد المسيح انه سيكون فيها في باطن الارض مثل يونان في بطن الحوت : اذ ان المسيح كان قد دفن قبل غروب الشمس يوم الجمعه ، وقام باكرا جدا يوم الاحد ، بمعني انه قضي في القبر جزاءا من نهار يوم الجمعه ، وجزاءا من نهار يوم الاحد ، ونهار السبت باكمله . قضي ليله بين نهار الجمعه ونهار السبت ، وليله بين نهار السبت ونهار الاحد . وبهذا يكون في مدة دفه ليلتين فقط وثلاث نهارات . فاين الليله الثالثه ؟ هكذا يتسالون ......
* ولهذه المسالة ثلاثة اجابات : - * الاولي : ان السيد المسيح لم يقل انه سيكون في القبر فقط بل في باطن الارض ، فاذا كان دمه الطاهر قد سال علي الصليب وانساب الي اسفل ودخل جبل الجلجثه بدءا من الساعه السادسه اي ظهر يوم الجمعه ، ثم صارت ظلمه شامله لمدة ثلاث ساعات الي الساعه التاسعه اي الثالثه بعد الظهر فتكون هذه الظلمه هي الليله المبحوث عنها . وكانت بمعجزه فريده : لان عيد الفصح عند اليهود كان في الرابع عشر من نيسان اي ان القمر يكون عموديا علي الارض وكاملا في ضوئه ولا يمكن ان يمر بين الاغرض والشمس ليحجز ضوءها ..
* الثانيه : ان اليوم في تقليد العبراني كان يعتبر اليوم كله بنهاره وليله ، فمن يكسر نصف ساعه مثلا من يوم السبت ، كان يعتبر كاسرا لكل السبت ، ويعاقب علي هذا الاساس . وبذلك يفهم من الكلام انها ثلاثة ايام بلياليها حسب المفهوم اليهودي العبراني .
* الثالثه : وهو راي القديس يوحنا ذهبي الفم ، ان السيد المسيح منذ اعطي جسده ودمه لتلاميذه في ليله الجمعة ) اي بعد انقضاءه نهار الخميس ( قد دخل في باطن الارض . لان الرب قال لادم بعد معصيته وسقوطه :» لانك تراب والي التراب
تعود »( تكوبن‎٣‎ ( ١٩ : ولان جسد الرب ودمه في سر الافخارستيا هو نفس جسده ودمه الذي في الصليب : فيكون قد بدا الدخول الي باطن الارض
في تلك الليله التي سلم فيها نفسه وصنع الفداء علي الصليب في نهار الجمعه . وتكون هذ الليله هي الليله المبحوث عنها . وبذلك نري ان كلام السيد المسيح في المشابهة بين دخوله الي باطن الارض ووجود يونان في بطن الحوت هو كلام
صحيح طبعا ، بل ويحمل معان عميقه ولا غرابة في ذلك لان يشوع بن نون قد طلب الرب ان يطيل نهارا يوم الجمعه لئلا ياتي السبت وهم يعملون ليصير الجمعه يطول نهارين وكان كذلك ، وسمح الرب ان يقسم نهار الجمعه الي نهارين بينهما ليله قصيره ، هي عجائب الله الذي يحكم الزمن .....
5