Tarek El Mahaba Tarik El Mahabba -February Issue | Page 20

كيف نجرح الناس .. انها أعمق من جرح الجسد ، فجروح القلوب لا يندمل جرحها ، و قد تدوم سنين لتطيب و تشفي من قسوتها و ذكريات وجعها .. هناك نفوس قاسية تجرح و لا تعصب ، تكسر و لا تجبر .. سم الأفاعي تحت لسانها الشرير .. انها لا تشتم الناس ، بل تشتم الله نفسه الذي خلق الناس علي صورته .. حتي لو رأي الخطأ بعينيه كان الأولي أن يصمت و يعذر و يستر و يغفر .. اما هو نفسه عندما يوجه إليه أحد أقل نقد أو توجيه و لو بأرق الكلمات ، يثور و ينفجر ، يزأر و يرعد ، و يتوعد و يهدد ، فهو البريء و غيره المخطيء ، هو فوق الشبهات و غيره مذنب و خقير و لو كان بريئاً‏ أو حتي قديساً‏ .. لسانه نار ، فقد تعلم من أرواح الشر كيف يحرق الابرياء بكلامه و كيف يكوي الأنقياء بسعيره .. لسانه سم زعاف ، لا يهدأ حتي يلسع و يطعن ،
ناقد حاقد شتام ، يصب ظلامه في كلامه ، و يعبر عن جحيم قلبه بنيران حقده .. يشتم حتي الأتقياء الأنقياء ، و يجول يصنع شراً‏ بقسوة لسانه و مرار قلبه الرديء .. كيف هان عليك أن تنام و غيرك يكتوي بنارك ، و كيف تجرأت لتجرح قلوب الناس ، ثم تنطلق في ابتسامتك المريضة ، و صلواتك مزيفة ، و تمثيلك الكاذب للتقوي .. ثم تدعي انك تدافع عن الحق و العدل و الخير و الجمال ، و انك تحمل لقب مسيحي أو خادم أو حتي لقب » انسان « .. الإنسان هو من يأنس الناس الي كلامه و يرتاح القلب الي عشرته .. الحيوانات أرق أحياناً‏ علي بعضها من قلوب كثير من البشر ، فلم نسمع بينهم شتائم و لا نقد قاسي و لا سخرية قاتلة و لا أحقاد حارقة .. ما ابعدك عن الله يا صانع الشر و كاسر قلوب اولاده .. سنسامحك ليس عن ضعف بل لأننا تعلمنا
الحب و لا نعرف غير الحب .. تركنا النقمة لصاحب النقمة .. لم ننسي ان الله سامحنا ، و سنصفح عنك لأنه صفحة عنا و سترنا ، سنصفح عنك لاننا مثله نحب و لا نكره أو نحقد .. لكننا نحذرك بحب و نتوسل إليك أن تستفيق قبل فوات الأوان .. فزمان النعمة محدود ، اما وقت محكمة العدل لن تنفعك حججك و لا توسلاتك و لا جدالك و لا اعذارك و لا حتي توبتك .. يا من لم تعرف حب اللسان و لا القلوب و لا المشاعر .. يا من شهرت بالناس و شوهت صفحاتهم البيضاء .. يا من كسرت القلوب بقسوة لسانك و شر أفعالك : احذر فالزمن القادم عليك و ليس معك
‎١‎‏-لا يمكنك إرضاء الجميع ، فإن حاولت ذلك لن تنجح أبداً‏ .. ستجد دائماً‏ من لا يرضي عنك ، فالناس لم تجمع بالرضي علي احد ، بل انكرت و هاجمت حتي الله نفسه ) تبارك اسمه ( .. ‎٢‎‏-التماس الأعذار لنفسك لن يصل بك لشيء .. ‎٣‎‏-فكر دائماً‏ في حلول العقبات بدلاً‏ من أن تشكو منها لنفسك أو لغيرك .. ‎٤‎‏-حل مشاكلك بنفسك بدلاً‏ من أن تتوقع من الناس الكثير فتصدم أكثر .. ‎٥‎‏-عاتب قليلاً‏ و فوت كثيراً‏ ليرتاح قلبك في المعاملات مع الناس .. ‎٦‎‏-نادراً‏ ما يكون احد مشغول بك جداً‏ ليرد عليك
وقتما تتصل به .. ‎٧‎‏-نادراً‏ ما يتعامل معك احد إلا من خلال مصلحته هو أولاً‏ مهما كان طيب القلب .. كن واقعيا ، انما لا تعامل الناس بالمصالح كما يعاملوك ، عاملهم باخلاقك الراقية ، فانت اول الرابحين من حسن خلقك .. ‎٨‎‏-الشر موجود في الدنيا : ستجد من يحاول أن يظلمك أو يشوه صورتك أو من لا يتمني لك الخير او من يحقد و يحسد بلا سبب .. تذكر أن من يحاول ان يؤذيك يساهم في خير جزيل ستراه حتماً‏ عن قريب .. ‎٩‎‏-العدل السريع ليس دائماً‏ في الدنيا .. لا يجب
أن تنهار إذا لم يظهر حقك في الحال .. إنما قوانين الله تبدع في التعويض للمظلوم و القصاص من الظالم و لو بعد حين ..
١٠- ليس كل ما تتمناه ستدركه .. هناك بدائل قد لا تكون في حلمك و لكن الرضي بعد السعي و الاجتهاد سر من أهم أسرار السعادة
20