Tarek El Mahaba Tarik El Mahabba -February Issue | Page 16

قصة قصيرة : ابتسامة عريضة في الهيكل

قصة قصيرة : ابتسامة عريضة في الهيكل

القمص تادرس يعقوب ملطي

روى لي الأستاذ ) ح ( هذه القصة ، وهو صديق شخصي للبابا كيرلس منذ بدء كهنوته ) أبونا مينا المتوحد )، وكان يحضر معه كشماس في كنيسة مارمينا بمصر القديمة ليصلي كل يوم القداس الإلهي . قال لي :
ذهبت مع قداسة البابا إلى دير مارمينا بمريوط وحضرت معه العشية حيث لم يكن بها سوى قداسة البابا وراهب يقوم بدور المعلم والشعب وأنا كشماس .
أثناء الذكصولوجيات حيث كان الراهب يتلوها وقف قداسة البابا في الهيكل صامتًا ، وفجأة ابتسم ابتسامة عريضة كادت تكون ضحكة خفيفة .
ذُهلت للمنظر فقد عشت معه كل هذه السنوات أراه دائمًا حازمًا مع نفسه ومع غيره داخل الهيكل . بعد صلاة العشية ذهبت إليه وقلت له بدالة البنوة : » قلْ‏ لي يا سيدنا لماذا ضحكت وأنت في العشية ، إنني لم أرك قط تضحك في الكنيسة منذ عرفتك ؟»‏
حاول أن يهرب من الإجابة بكل طريقة لكنني صممت أن أعرف السبب . أخيرًا قال لي :
سأخبرك بالأمر بشرط أن تخفيه إلى يوم رحيلي من هذا العالم .
لقد دخلت الهيكل وكانت نفسيتي مرة بسبب مشكلة تخص الأقباط . فجأة ظهر لي مارمينا وقال لي : » لماذا أنت حزين ؟»‏ قلت له عن السبب ، فقال : » هل تظن أنك وحدك ؛ كلنا معك نسندك « ثم م َّد يده ) وزقني ( بلطفٍ‏
فضحكت !
صداقة مع القديسين
كثيرًا ما أعاني من الوحدة القاسية ! وأنت في داخلي عميقًا أعمق من نفسي ! أنت تملأ أعماقي ، وأنا في غباوتي أظن إني بلا معين ! قديسوك يسندونني ، يشاركونني مشاعري ، ويصلون عني ! إنهم سحابة شهود تحيط بي ! افتح عن عينيّ‏ فأراك يا قدوس القديسين !
16