Tarek El Mahaba Tarik El Mahabba -February Issue | Page 13

مدرسه يونان للكرازه
يعتبر صوم نينوي من اهم صيامات كنيستنا القبطيه التي تعشق التوبه ، ويمثل سفر يونان كتابا مميزا يعلن فيه الله اهتمامه الشديد بخلاص الامم ) نينوي ( علي عكس اعتقادا وارادة اليهود شعبه المختار انذاك ، كما تظهر فيه ابوة الله وحنانه وطول اناته وحكمته لخلاص الجميع معلنا الحقيقه الدائمه انه » يزيد ان الجميع يخلصون والي معرفة الحق يقبلون ». ) ١ تيموثاوس ( ٤ : ٢ وهكذا يتحول صوم نينوي سنويا الي مدرسه روحيه متعددة المناهج ، فهو مدرسه في التوبه والرجاء والصلاة والنسك واستماع صوت الله ، دعونا نلتحق هذه السنه بمدرسه يونان للكرازه .
* الدرس الاول : الكرازه قد لا تستهوي البعض : رفض يونان النبي الاصغاء لصوت الله الواضح بالكرازة لاهل نينوي ، ولم يكشف لنا السفر عن اسباب الرفض : هل لان يونان لا يحب ان يخدم شعبه ؟ هل لانه يخاف الذهابلهذه الارض الوثنية ؟!!‏ هل لان هذه الدعوة لم تكن معتادة لانبياء كثيرين ؟ هل لانه لا يجد كلاما مقنعا او منهجا واضحا للكرازه لشعب لا يعرف الله ؟!!‏ هل لانه علم بالروح ما سيحدث بعد سنين طويله من سبي شعبه علي يد هذه الشعوب ؟!!‏ هل ... هل ... هل ‏....؟ ولكن الرفض كان واضحا !.
* الدرس الثاني : الكرزة قد تاتي بدون مقدمات : بالرغم من هرب يونان من مسئوليه الكرازة ، الا انه كرز عن دون قصد للنوتيه ) البحاره ( في السفينه وحين اصرت الطبيعه علي توبيخه ) البحر والريح والبشر ( اضطر للاعتراف بذنبه ، وباعترافه البسيط مع مع ثورة الطبيعه ثم هدوؤها المفاجي بمجرد طرحه

القمص داود لمعي

في البحر ، قبل النوتيه الايمان ! اخيرا قدموا ذبيحه ونذروا نذورا ، وعرفوا الطريق لمخافه الله . الدرس الثالث : توبه الخادم اساس الكرازة : لم يكن يونان تائبا بل عاصيا ، فرفض ارادة الله ورفض دعوة الكرازة ، واضطر يونان للتوبه داخل جوف الحوت ، وصلي بحرارة وانسحاق معترفا بخطيته انه رعي اباطيل كاذبه ، وقبلت توبته وصلاته وبسبب توبته ، موته وقيامته خروجه من جوف الحوت حيا ، وجدناه كارزا عظيما يتوب علي يديه اثنتي عشرة ربوة من الناس وبمسيرة يوم واحد ، حتي ذكره المسيح له المجد ) رجال نينوي سيقومون في الدين مع هذا الجيل ويدينونه ، لانهم تابوا بمناداة يونان ، هوذا اعظم من يونان ههنا )» لوقا‎١١‎ « ٣٢ : . الدرس الرابع : الايمان والتوبه هدفا الكرازة : تهدف الكرازه الي الايمان لانه » من امن واعتمد خلص ، ومن لم يومن يدن «( مرقس‎١٦‎ ( ١٦ : ، والي التوبه « ان لم تتوبوا فجميعكم كذلك تهلكون »( لوقا
( ٣ : ١٣ ، والانشغال باي هدف اخر يعطل الكرازة ، ولا يمكن الدخول للاسرا المقدسه ) المعمويه والميرون ( بدون الايمان والتوبه » فامن اهل نينوي بالله ونادوا بصوم ولبسوا مسوحا من كبيرهم الي صغيرهم «( يونان‎٣‎ )، ٥ : هكذا كان خلاصهم ، كما امن النوتيه من قبلهم وتابوا توبة صادقه « فخاف الرجال من خوفا عظيما ، وذبحوا ذبيحه الرب ونذروا نذورا )» يونان‎١‎ ( ١٦ : وهكذا كان خلاصهم ..

إعرف نفسك

بنعمة السيد المسيح وإرشاد الروح القدس سنتكلم عن العلاقه بين الجسد والنفس والروح . إن النفس والجسد يؤثران في بعضهما البعض وهذا ما يؤكده الطب النفسي فالكثير من الأمراض التي تصيب الإنسان هي أمراض عضويه لها أصل نفسي مثل القولون العصبي والعكس عندما يُصاب الإنسان بمرض عضوي ينعكس علي الحاله النفسية بالإحباط والاكتئاب ، أيضاً‏ نجد أن كلاً‏ من الروح والنفس يؤثران في بعضهما البعض فكثير من المشاكل الروحيه التي نعاني منها ليست إلا أمراض نفسيه والعكس ، فمثلا عندما يعاني إنسان من صِ‏ غر النفس نتيجة الكثير من الوسائل التي تحقر من إمكانياته وقدراته فهذا يحفر في أعماق هذا الشخص عدم إستحقاق تقدير الناس وعندما يبدأ هذا الإنسان في علاقه مع الله تصاحبه نفس المشاعر فيجد نفسه غير مُستحق لمجد ورحمة الله علي الرغم من أن محبة الله ورحمته لا تؤُسس علي أساس إستحقاق الإنسان لأننا كلنا في الموازين الي فوق .... ولكن الخبر الرائع الذي يخبرنا به الله هو أننا نستطيع أن نؤثر في النفس لتُشفي من كل جراحها عن طريق التأثير في الروح وهذا هو صميم إرسالية السيد المسيح لنا » روح السيد الرب عليّ‏ لان الرب مسٓ‏ حني لأبُشر المساكين ، أرسلني لاعصب منكسري القلوب لأنادي للمسبين بالعتق وللماسورين بالإطلاق « أش . ١ : ٦١ وحتي نستطيع أن نفهم أكثر من هو الإنسان دعونا ننظر إلي الحيوان لنتعرف علي الاختلافات بينهما ، أول هذه الإختلافات هو أن الإنسان له إراده يستخدمها لكي يقرر لنفسه ما يريد تحقيقه حسب رغباته وميوله فمثلاً‏ إن جاع الإنسان ولكنه أراد أن يمتنع عن الطعام لأي غرض من الأغراض مثل الصيام فهو يستطيع أن يمتنع عن الطعام بإرادتهِ‏ ولكن الحيوان يعيش بالغريزه فإذا جاع فإنه يبحث عن غذائه حتي يأكل ويُشبع غريزته . أحياناً‏ بعض الحيوانات الأليفة مثل الكلب بسبب وفائه الشديد لصاحبه يمتنع عن الأكل لحزنه علي فراق صاحبه ولكن هذا الإمتناع ليس إرادي بمعني أنه لا يستطيع أن يتخذ قراراً‏ بمعاودة الأكل مره أخري فيموت . الأمر الآخر الذي يختلف فيه الإنسان عن الحيوان هو الروح ، فالحيوان ليس له روح فهو جسد ونفس فقط ، وفي نفْس الحيوان حياته كما يقول الكتاب المقدس إن نفس الحيوان في دمه ... وسوف نبدء في دراسة مكونات الإنسان في العدد القادم إن أحيانا الرب وعشنا ..
13