Tarek El Mahaba March Issue | Page 7

‏»،‏ وعندما تعجب أولاده من ذلك أجابهم إن المحبة تقود إلى الخوف كما يقول معلمنا بولس « لا تستكبر بل خف الإنسان التائب يحافظ على محبته للرب
ضرورة الجهاد فى أيام الصوم تعلمنا الكنيسة الارتباط بالصلاة والعطاء أيضاً‏ ‏..‏ والصلاة تحتاج إلى هدوء النفس ، ونقف أمام الرب قارعين صدورنا طالبين المغفرة ، لذلك فى أيام الصوم نقلل فترات التواجد أمام التليفزيون وإسراف الوقت فيما لا يفيد . أحياناً‏ ينتاب الإنسان الشعور بأنه قد تبرر وصار خليقة جديدة ، ولكن حقيقة الأمر أننا كلنا تحت الضعف ونحتاج أن نعرف أين نحن من الطريق ؟!‏ يجلس الإنسان مع نفسه ويكون أميناً‏ وصريحاً‏ مع نفسه كما حدث مع الابن الشاطر عندما صارح نفسه ‏»...‏ أنا أهلك جوعاً‏ ‏»)‏ 4 ‏(..‏ مع أنه كان من الممكن أن يبرر تصرفاته الخاطئة ، أيضاً‏
داود النبى لم يشعر بخطيته إلا عندما أتاه ناثان النبى ، وجلس مع نفسه ، وعلم بخطيته ، وانسكب أمام الرب قائلاً‏ مزمور التوبة نحتاج أن ندرب أنفسنا على الهدوء فى كل يوم ، ولو إلى لحظات لكى نراجع أنفسنا ونقر بخطيتنا ونداوم فى أيام الصوم على عمل الميطانيات وحضور القداسات ورفع الصلوات من أجل طلب المغفرة ‏..‏ ونطلب أيضاً‏ نعمة ربنا التى تشددنا أمام العثرات
( رو ‏(.)‏ ‎22‎ : ‎11‎ 2 ) - ( مز ‏(.‏ ‎10‎ : ‎111‎ ( رو ‏(.)‏ ‎20‎ : ‎11‎ 4 ) - ( لو ‏(.‏ ‎177‎ : ‎15‎ ناثان النبى يقول لداود الملك أنت أخطأت أحياناً‏ يشعر الإنسان أنه لا يتمكن من الحياة فى العالم بدون خطية ، وهذا هو إحساس إيليا
النبى عندما قال للرب « ‏...‏ قد تركوا عهدك ونقضوا مذابحك وقتلوا أنبياءك بالسيف فبقيت أنا وحدى وهم يطلبون نفسى ليأخذوها ‏»)‏ 1 ‏(..‏ فأجابه الرب « قد أبقيت فى إسرائيل سبعة آلاف كل الركب التى لم تجث للبعل وكل فم لم يقبله وهذا ما نلاحظه فى البلاد التى نعتبرها رمز للشر ‏..‏ توجد فيها ركب لم تحن للبعل لوجود نعمة ربنا التى تسند تدريب : نريد أن نقدم توبة أمام الرب ، وأمام كاهن الرب لأننا عندما نعترف أمام الكاهن هذا أيضاً‏ اعتراف أمام الله كما كان يحدث فى العهد القديم ‏..‏ يأتى المعترف ويقر بخطيته أمام الكاهن ويضع يده على الذبيحة ثم تقدم الذبيحة بدلاً‏ منه الاعتراف أمام الأب الكاهن يعطى الحِ‏ ل من الخطية ، وأيضاً‏ يقدم مشورة ونصيحة ‏..‏ « إن اعترفنا بخطايانا فهو أمين وعادل حتى يغفر لنا خطايانا ويطهرنا من كل إثم ‏»)‏ 3 ‏(.‏ وفى كل مرة نعترف بخطيتنا يجب أن نخرج بحياة جديدة أحياناً‏ يضع العدو أمامنا عقبات للتوبة ، والتى تأخذ أشكالاً‏ كثيرة مثل تبرير الذات ، ولكن يجب على الإنسان أن يكون أميناً‏ ، ويعترف بخطيته ، ويبعد عن الكبرياء ‏..‏ أو اليأس بسبب كثرة الخطية ، وهنا يجب على الإنسان أن يتمسك بنعمة ربنا التى تستطيع أن تحرره من كل خطية ، أو تأجيل التوبة ، ولكن الكتاب يقول « إن سمعتم صوته فلا تقسوا قلوبكم أحد الآباء يقول [ لا أذكر اننى سقطت فى خطية مرتين ] لأنه كان يبتعد عن أسباب الخطية سواء كانت مكان أو صديق أو كتاب ، ولكن نعمة ربنا تكلل كل هذه الاختبارات وتعطى للإنسان قلباً‏ جديداً‏ وحياة جديدة أهم تدريب نختبره فى هذا الصوم هو تدريب التوبة .
والرب معكم
7
يعلن محبته الحقيقية للرب ‏..‏ أما السلوك فى الخطية فهو عدم محبة لله وانفصال عنه كما حدث مع الابن الضال الذى أغراه العالم فأخذ ميراثه وانفصل عن أبيه ، وذهب إلى كورة بعيدة ، ورفض الاستماع إلى أبيه ‏..‏ ولكن عندما ترك الخطية رجع إلى أبيه قائلاً‏ « يا أبى أخطأت إلى السماء وقدامك .
الخطية هى قساوة قلب يقول معلمنا بولس الرسول « ولكنك من أجل قساوتك وقلبك غير التائب تذخر لنفسك غضباً‏ فى يوم الغضب واستعلان دينونة الله العادلة أحياناً‏ نتحدث مع إنسان ولكنه لا يستجيب بسبب القساوة والعناد ‏..‏ حتى أنه يشترك فى مناسبات الكنيسة ، ويعلم الوصية جيداً‏ ، وبالرغم من ذلك يظل فى قساوة قلب ‏..‏ نحتاج أن نراجع أنفسنا لكى يكون لنا القلب التائب ولا نلتمس لأنفسنا الأعذار كما ينبه معلمنا بولس أن الإنسان لا يتكل على أنه ابن ، ويتمتع بالعهود والمواعيد ( 5 ‏(..‏ لأن « الله قادر أن يقيم من هذه الحجارة أولاداً‏ لإبراهيم ، ويقصد بالحجارة القلب القاسى الذى يستطيع الله أن يغيره إلى قلب لحمى فيه مشاعر يستمع إلى صوت الرب ويستجيب له . أحياناً‏ نتكل على لطف الله ومحبته ‏..‏ نحن لا نشك فى لطفه ولكن فى نفس
( يو ‏(.)‏ ‎21‎ : ‎14‎ 2 ) - ( لو : ‎10‎ ‏(.‏ ‎27‎
( لو ‏(.)‏ ‎18‎ : ‎15‎ 4 ) - ( رو ‏(.‏ 5 : 2 ( رو ‏(.‏ 4 : 9 ( 6 ) - ( مت ‏(.‏ 9 : 3 الابن الضال ترك أباه وذهب إلى كورة بعيدة وساءت حالته واشتهى أن يأكل ما تأكله الخنازير بسبب الخطية الوقت كما يقول معلمنا بولس « فهوذا لطف الله وصرامته أما الصرامة فعلى الذين سقطوا ‏..«)‏ 1 ) لأن الله كما هو محب فهو عادل أيضاً‏ لأن الرحمة والحق يلتقيان فى شخص السيد المسيح الإنسان الذى يعيش فى محبة ربنا يحيا أيضاً‏ فى مخافته ‏..‏ كان الأنبا أنطونيوس يقول دائماً‏ « رأس الحكمة مخافة الرب ‏»)‏ 2 ‏(،‏ وفى احدى المرات قال لأولاده « أنا لا أخاف الله لأنى أحبه