»، وعندما تعجب أولاده من ذلك أجابهم إن المحبة تقود إلى الخوف كما يقول معلمنا بولس « لا تستكبر بل خف الإنسان التائب يحافظ على محبته للرب
ضرورة الجهاد فى أيام الصوم تعلمنا الكنيسة الارتباط بالصلاة والعطاء أيضاً .. والصلاة تحتاج إلى هدوء النفس ، ونقف أمام الرب قارعين صدورنا طالبين المغفرة ، لذلك فى أيام الصوم نقلل فترات التواجد أمام التليفزيون وإسراف الوقت فيما لا يفيد . أحياناً ينتاب الإنسان الشعور بأنه قد تبرر وصار خليقة جديدة ، ولكن حقيقة الأمر أننا كلنا تحت الضعف ونحتاج أن نعرف أين نحن من الطريق ؟! يجلس الإنسان مع نفسه ويكون أميناً وصريحاً مع نفسه كما حدث مع الابن الشاطر عندما صارح نفسه »... أنا أهلك جوعاً ») 4 (.. مع أنه كان من الممكن أن يبرر تصرفاته الخاطئة ، أيضاً
داود النبى لم يشعر بخطيته إلا عندما أتاه ناثان النبى ، وجلس مع نفسه ، وعلم بخطيته ، وانسكب أمام الرب قائلاً مزمور التوبة نحتاج أن ندرب أنفسنا على الهدوء فى كل يوم ، ولو إلى لحظات لكى نراجع أنفسنا ونقر بخطيتنا ونداوم فى أيام الصوم على عمل الميطانيات وحضور القداسات ورفع الصلوات من أجل طلب المغفرة .. ونطلب أيضاً نعمة ربنا التى تشددنا أمام العثرات
( رو (.) 22 : 11 2 ) - ( مز (. 10 : 111 ( رو (.) 20 : 11 4 ) - ( لو (. 177 : 15 ناثان النبى يقول لداود الملك أنت أخطأت أحياناً يشعر الإنسان أنه لا يتمكن من الحياة فى العالم بدون خطية ، وهذا هو إحساس إيليا
النبى عندما قال للرب « ... قد تركوا عهدك ونقضوا مذابحك وقتلوا أنبياءك بالسيف فبقيت أنا وحدى وهم يطلبون نفسى ليأخذوها ») 1 (.. فأجابه الرب « قد أبقيت فى إسرائيل سبعة آلاف كل الركب التى لم تجث للبعل وكل فم لم يقبله وهذا ما نلاحظه فى البلاد التى نعتبرها رمز للشر .. توجد فيها ركب لم تحن للبعل لوجود نعمة ربنا التى تسند تدريب : نريد أن نقدم توبة أمام الرب ، وأمام كاهن الرب لأننا عندما نعترف أمام الكاهن هذا أيضاً اعتراف أمام الله كما كان يحدث فى العهد القديم .. يأتى المعترف ويقر بخطيته أمام الكاهن ويضع يده على الذبيحة ثم تقدم الذبيحة بدلاً منه الاعتراف أمام الأب الكاهن يعطى الحِ ل من الخطية ، وأيضاً يقدم مشورة ونصيحة .. « إن اعترفنا بخطايانا فهو أمين وعادل حتى يغفر لنا خطايانا ويطهرنا من كل إثم ») 3 (. وفى كل مرة نعترف بخطيتنا يجب أن نخرج بحياة جديدة أحياناً يضع العدو أمامنا عقبات للتوبة ، والتى تأخذ أشكالاً كثيرة مثل تبرير الذات ، ولكن يجب على الإنسان أن يكون أميناً ، ويعترف بخطيته ، ويبعد عن الكبرياء .. أو اليأس بسبب كثرة الخطية ، وهنا يجب على الإنسان أن يتمسك بنعمة ربنا التى تستطيع أن تحرره من كل خطية ، أو تأجيل التوبة ، ولكن الكتاب يقول « إن سمعتم صوته فلا تقسوا قلوبكم أحد الآباء يقول [ لا أذكر اننى سقطت فى خطية مرتين ] لأنه كان يبتعد عن أسباب الخطية سواء كانت مكان أو صديق أو كتاب ، ولكن نعمة ربنا تكلل كل هذه الاختبارات وتعطى للإنسان قلباً جديداً وحياة جديدة أهم تدريب نختبره فى هذا الصوم هو تدريب التوبة .
والرب معكم
7
يعلن محبته الحقيقية للرب .. أما السلوك فى الخطية فهو عدم محبة لله وانفصال عنه كما حدث مع الابن الضال الذى أغراه العالم فأخذ ميراثه وانفصل عن أبيه ، وذهب إلى كورة بعيدة ، ورفض الاستماع إلى أبيه .. ولكن عندما ترك الخطية رجع إلى أبيه قائلاً « يا أبى أخطأت إلى السماء وقدامك .
الخطية هى قساوة قلب يقول معلمنا بولس الرسول « ولكنك من أجل قساوتك وقلبك غير التائب تذخر لنفسك غضباً فى يوم الغضب واستعلان دينونة الله العادلة أحياناً نتحدث مع إنسان ولكنه لا يستجيب بسبب القساوة والعناد .. حتى أنه يشترك فى مناسبات الكنيسة ، ويعلم الوصية جيداً ، وبالرغم من ذلك يظل فى قساوة قلب .. نحتاج أن نراجع أنفسنا لكى يكون لنا القلب التائب ولا نلتمس لأنفسنا الأعذار كما ينبه معلمنا بولس أن الإنسان لا يتكل على أنه ابن ، ويتمتع بالعهود والمواعيد ( 5 (.. لأن « الله قادر أن يقيم من هذه الحجارة أولاداً لإبراهيم ، ويقصد بالحجارة القلب القاسى الذى يستطيع الله أن يغيره إلى قلب لحمى فيه مشاعر يستمع إلى صوت الرب ويستجيب له . أحياناً نتكل على لطف الله ومحبته .. نحن لا نشك فى لطفه ولكن فى نفس
( يو (.) 21 : 14 2 ) - ( لو : 10 (. 27
( لو (.) 18 : 15 4 ) - ( رو (. 5 : 2 ( رو (. 4 : 9 ( 6 ) - ( مت (. 9 : 3 الابن الضال ترك أباه وذهب إلى كورة بعيدة وساءت حالته واشتهى أن يأكل ما تأكله الخنازير بسبب الخطية الوقت كما يقول معلمنا بولس « فهوذا لطف الله وصرامته أما الصرامة فعلى الذين سقطوا ..«) 1 ) لأن الله كما هو محب فهو عادل أيضاً لأن الرحمة والحق يلتقيان فى شخص السيد المسيح الإنسان الذى يعيش فى محبة ربنا يحيا أيضاً فى مخافته .. كان الأنبا أنطونيوس يقول دائماً « رأس الحكمة مخافة الرب ») 2 (، وفى احدى المرات قال لأولاده « أنا لا أخاف الله لأنى أحبه