ارواحنا تشبع بالصوم
نيافة الأنبا موسى
بالله ، والصدقة علاقتى بالآخرين ، فالصوم هو علاقتى بالجسد . والإنسان الروحى ، كما يعلمنا قداسة البابا شنوده الثالث ، هو من « تقود روحه جسده ، ويقود الروح القدس روحه «.
4- الصوم تقوية للإرادة : فلاشك أن تحديد أنواع الطعام ، بالأكل النباتى فى أيام الصوم الكبير ويونان والأربعاء والجمعة والبرامون ، نوع من تقوية الإرادة ، إذ تقول للجسد : لا ، حينما يطلب طعاماً من نوع آخر ، وفى فترة الإنقطاع إذا ما طلب الطعام أثناء هذه الفترة . وفى أصوام أخرى يسمح بالسمك . وهذا كله تدريب للإرادة لتقول لا للخطية ...
5- الصوم شركة كنسية : إذ يصوم الجميع كأسرة واحدة فى كل أنحاء الأرض وكأعضاء فى جسد مقدس ، جسد المسيح ، الكنيسة وفى هذا إحساس رائع بالشركة بين أعضاء الجسد الواحد ، وبينهم وبين الأعضاء السمائية المقدسة ، وفوق الكل رأس الكنيسة وعريسها ، الرب يسوع .
6- الصوم مناسبات هامة : فنحن نصوم معاً فى مناسبات هامة مثل :
+ صوم الميلاد : لنجهز أنفسنا لميلاد المسيح فينا .
+ صوم يونان : لنتوب مع شعب نينوى الممتاز .
+ الصوم الكبير : لنواصل التوبة مع الإبن الضال ( بشاعة الخطية (، والسامرية ( تكرار الخطية ) والمفلوج ( مدة الخطية (، والمولود أعمى ( الخطية الجدية التى نتخلص منها بالمعمودية (، لننتصر مع المسيح فى أحد السعف ، ونموت معه فى الصليب ، لنقوم معه إلى حياة جديدة ، ونصعد معه بقلوبنا إلى السمائيات ، لننتظر مع الرسل قوة الروح فى العنصرة . + صوم الرسل : حين ننطلق للخدمة الصيفية .
+ صوم العذراء : حينما نقتدى بقداستها وفضائلها لنصل إلى قمة السنة الكنسية وهى عيد النيروز ، حيث نحيا فرحة الشهادة وقوتها . هذا ما قصدته الكنيسة حينما رتبت لنا الأصوام والأعياد والقداسات ، لنحيا الشركة ونتذكر المناسبات الهامة فى حياة الكنيسة .
5
« ها أنا آتي سريعًا . تمسك بما عندك لئلا يأخذ أحد إكليلك » ( رؤ3 ) 11 : هذه الوصية ترن عاليًا في أذان كنيستنا القبطية .. إننا حريصون كل الحرص على الإكليل المُعد لكلٍ منا في الأبدية .. لذلك تحافظ كنيستنا المجيدة على ( ما عندها ) من إيان ، وصلاة ، وتسبيح ، وجهاد روحي عميق .. لننال أكاليل النعمة غير المغلوبة في اليوم الأخير
. 1 الصوم وصية كتابية : أوصانا بها السيد المسيح حينما قال لتلاميذه الأطهار : « حينما يرفع العريس عنهم ، فحينئذ يصومون » ( مر
(... 20:2 ومنذ آدم وحواء فى جنة عدن ، وكانا يأكلان من شجر الجنة دون أن يأكلا لحوماً أو أسماكاً ، يؤكد العلم أن هذا الطعام هو الطعام الصحى . وقد كان الشعب القديم يصوم أربعة أشهر كل عام : الرابع والخامس والسابع والعاشر ( زك ) 19:8 وكذلك كانوا يصومون يومين كل أسبوع ( لو (. 12:8 وهكذا صلى الآباء الرسل وصاموا كثيراً ( أع (. 2:13،3
2- الصوم ضبط للجسد : فمن الواضح والأكيد علمياً وعملياً أن اللحوم تعطى طاقة شهوية وطاقة غضبية أكثر من الأكل النباتى . كما أن فترة الإنقطاع عن الطعام ، تضبط الجسد ، مهما طلب أكلاً أمنعه عنه ، وفى كل هذا ضبط للجسد « أقمع جسدى واستعبده » ( 1كو (، 27:9 دون إضعاف للجسد فهو هيكل مقدس ، « نقوته ونربيه » ( أف (، 29:5 وكذلك دون تدليل له ، حتى لا يسيطر على الروح .
3- الصوم إنطلاق للروح : فلا قيمة لصوم لا تصاحبه الصلوات والصدقات وأعمال المحبة ، لهذا نجد إنجيل ( رفاع الصوم ) يتحدث عن الوسائط الثلاثة مرتبطة معاً : الصلاة ، والصوم والصدقة . فإن كانت الصلاة هى علاقتى