Tarek El Mahaba March Issue | Page 5

ارواحنا تشبع بالصوم

نيافة الأنبا موسى

بالله ، والصدقة علاقتى بالآخرين ، فالصوم هو علاقتى بالجسد . والإنسان الروحى ، كما يعلمنا قداسة البابا شنوده الثالث ، هو من « تقود روحه جسده ، ويقود الروح القدس روحه ‏«.‏
‎4‎‏-‏ الصوم تقوية للإرادة : فلاشك أن تحديد أنواع الطعام ، بالأكل النباتى فى أيام الصوم الكبير ويونان والأربعاء والجمعة والبرامون ، نوع من تقوية الإرادة ، إذ تقول للجسد : لا ، حينما يطلب طعاماً‏ من نوع آخر ، وفى فترة الإنقطاع إذا ما طلب الطعام أثناء هذه الفترة . وفى أصوام أخرى يسمح بالسمك . وهذا كله تدريب للإرادة لتقول لا للخطية ‏...‏
‎5‎‏-‏ الصوم شركة كنسية : إذ يصوم الجميع كأسرة واحدة فى كل أنحاء الأرض وكأعضاء فى جسد مقدس ، جسد المسيح ، الكنيسة وفى هذا إحساس رائع بالشركة بين أعضاء الجسد الواحد ، وبينهم وبين الأعضاء السمائية المقدسة ، وفوق الكل رأس الكنيسة وعريسها ، الرب يسوع .
‎6‎‏-‏ الصوم مناسبات هامة : فنحن نصوم معاً‏ فى مناسبات هامة مثل :
+ صوم الميلاد : لنجهز أنفسنا لميلاد المسيح فينا .
+ صوم يونان : لنتوب مع شعب نينوى الممتاز .
+ الصوم الكبير : لنواصل التوبة مع الإبن الضال ( بشاعة الخطية ‏(،‏ والسامرية ( تكرار الخطية ) والمفلوج ( مدة الخطية ‏(،‏ والمولود أعمى ( الخطية الجدية التى نتخلص منها بالمعمودية ‏(،‏ لننتصر مع المسيح فى أحد السعف ، ونموت معه فى الصليب ، لنقوم معه إلى حياة جديدة ، ونصعد معه بقلوبنا إلى السمائيات ، لننتظر مع الرسل قوة الروح فى العنصرة . + صوم الرسل : حين ننطلق للخدمة الصيفية .
+ صوم العذراء : حينما نقتدى بقداستها وفضائلها لنصل إلى قمة السنة الكنسية وهى عيد النيروز ، حيث نحيا فرحة الشهادة وقوتها . هذا ما قصدته الكنيسة حينما رتبت لنا الأصوام والأعياد والقداسات ، لنحيا الشركة ونتذكر المناسبات الهامة فى حياة الكنيسة .
5
« ها أنا آتي سريعًا . تمسك بما عندك لئلا يأخذ أحد إكليلك » ( رؤ‎3‎ ) ‎11‎ : هذه الوصية ترن عاليًا في أذان كنيستنا القبطية ‏..‏ إننا حريصون كل الحرص على الإكليل المُعد لكلٍ‏ منا في الأبدية ‏..‏ لذلك تحافظ كنيستنا المجيدة على ( ما عندها ) من إيان ، وصلاة ، وتسبيح ، وجهاد روحي عميق ‏..‏ لننال أكاليل النعمة غير المغلوبة في اليوم الأخير
. 1 الصوم وصية كتابية : أوصانا بها السيد المسيح حينما قال لتلاميذه الأطهار : « حينما يرفع العريس عنهم ، فحينئذ يصومون » ( مر
‏(...‏ ‎20:2‎ ومنذ آدم وحواء فى جنة عدن ، وكانا يأكلان من شجر الجنة دون أن يأكلا لحوماً‏ أو أسماكاً‏ ، يؤكد العلم أن هذا الطعام هو الطعام الصحى . وقد كان الشعب القديم يصوم أربعة أشهر كل عام : الرابع والخامس والسابع والعاشر ( زك ) ‎19:8‎ وكذلك كانوا يصومون يومين كل أسبوع ( لو ‏(.‏ ‎12:8‎ وهكذا صلى الآباء الرسل وصاموا كثيراً‏ ( أع ‏(.‏ ‎2:13،3‎
‎2‎‏-‏ الصوم ضبط للجسد : فمن الواضح والأكيد علمياً‏ وعملياً‏ أن اللحوم تعطى طاقة شهوية وطاقة غضبية أكثر من الأكل النباتى . كما أن فترة الإنقطاع عن الطعام ، تضبط الجسد ، مهما طلب أكلاً‏ أمنعه عنه ، وفى كل هذا ضبط للجسد « أقمع جسدى واستعبده » ( ‎1‎كو ‏(،‏ ‎27:9‎ دون إضعاف للجسد فهو هيكل مقدس ، « نقوته ونربيه » ( أف ‏(،‏ ‎29:5‎ وكذلك دون تدليل له ، حتى لا يسيطر على الروح .
‎3‎‏-‏ الصوم إنطلاق للروح : فلا قيمة لصوم لا تصاحبه الصلوات والصدقات وأعمال المحبة ، لهذا نجد إنجيل ( رفاع الصوم ) يتحدث عن الوسائط الثلاثة مرتبطة معاً‏ : الصلاة ، والصوم والصدقة . فإن كانت الصلاة هى علاقتى