Tarek El Mahaba March Issue | Page 12

تأملات في الأسبوع الرابع من الصوم الكبير - السامرية

تقابل في الطريق وجهًا لوجه بين النفس البشرية المراوغة ( السامرية ) وبين رب المجد يسوع . النفس البشرية تبحث عن السعادة وتخيلت أن تجدها في الإكثار من شهوات العالم ‏...‏ حتى إلى خمسة أزواج . اللقاء مع يسوع سجل حقيقة هامة « إن النفس البشرية التي تعيش في شهوات العالم ليست شبعانة ولكنها عطشانة ‏».‏ الموجهة مع الله لابد أن تكون بالاعتراف . اعتراف المرأة أعطاها بركة الحصول على الماء الحي الاعتراف يفضح مراوغة النفس السامرية . الاعتراف يكشفه للنفس قذارتها في ضوء الروح القدس .
وبعد الاعتراف الارتواء . لابد في الصوم أن نرتوي من تيار الماء الحي . التأمل في كلمة الله ينبوع ماء حي متدفق ‏...!‏ الصلاة ينبوع متدفق ، محبة المسيح ينبوع ‏...‏ لتشرب وتفيض وتجرى من بطوننا ينابيع ماء حية .
وبعد الاعتراف والارتواء السجود بالروح والحق . والكنيسة في رحلة الصوم تكثر من السجود . والسجود يحمل الانسكاب والخضوع لملكية المسيح فلنسجد كثيرًا في فترة الصوم .
وبعد السجود الكرازة ‏...‏ فالسامرية كارزة لحساب المسيح . ونحن كذلك يجب أن نتحول لكارزين للقاؤنا مع الرب يسوع وسجودنا أمامه . السائرون في رحلة الصوم هم كارزون صامتون بعبادتهم واتضاعهم وانسحاقهم ‏...‏
يقع هذا الأسبوع بين أحد الابن الضال وأحد السامرية .
• في وسط هذا الأسبوع يشمخ الصليب ، راية رحلة الصوم المقدس ، يبرزه النبي إشعياء كشرط أساسي للسائرين في الطريق كقول ربنا يسوع : « مَن أراد
أن يكون لي تلميذا ً فلينكر نفسه ويحمل صليبه ويتبعني » ( لو ‏(.‏ ‎27‎ : ‎14‎
وقبل أن يتحدث النبي عن ذبيحة الصليب ، يعلن في نبوات يوم الاثنين من هم المستحقون لبركات الصليب في آيات بسيطة : « وترعى أبكار المساكين و يربض البائسون بالأمان » ( إش ‏(.‏ ‎30:14‎
« إن الرب أسس صهيون وبها يحتمي بائسو شعبه
« ( إش ‏(.‏ ‎32‎ : ‎14‎ ألم تكن هذه هي الوصية الأولى في موعظة الجبل
- بداية رحلة الصوم بعد العماد والتجربة « طوبى للمساكين بالروح فإن لهم ملكوت السموات » ( مت ‏(.‏ 3 : 5 أما المتكبرون فكيف يقبلون بركات الصليب
فهو « لليهود عثرة ولليونانيين جهالة » ( 1 كو ‏(،‏ ‎24‎ : 1
« إذا كان العالم في حكمة الله لم يخلص الله العالم بالحكمة بل بجهالة الكرازة » ( 1 كو ‏(.‏ ‎21‎ : 1
والعجب الشديد أن هذه النبوة عينها تقال في ختام نبوات هذا الأسبوع . وليمة الصليب ( إش ‎25‎‏-‏ ‎26‎ ‎1‎‏-‏ : 8 ) :
- 1 يصنع الرب لجميع الشعوب في هذا الجبل
« وليمة سمائن وليمة خمر على دردى سمائن ممخة دردى مصفي » ( إش ‏(.‏ 6 : ‎25‎
• فالدعوة هي لجميع الشعوب-‏ للابن الضال ، وللمرأة السامرية الغريبة الجنس . فهي وليمة لجميع الشعوب .
• وفي هذا الجبل : جبل صهيون ، جبل الجلجثة ، الكنيسة الجبل الدسم .
• وليمة سمائن ( إنها ذبيحة العجل المسمن للابن الضال ، وهي أيضا ً بالنسبة لنا جسد ربنا ) لأن معها
دم المسيح ( وليمة خمر ‏(.‏
عن الأمم .
‎3‎‏-‏ ويبتلع الموت إلى الأبد :
- 2 ويفنى في هذا الجبل وجه النقاب الذي على كل الشعوب
والغطاء المغطى به على كل الأمم ( إش ‏(.‏ 7 : ‎25‎ لقد كان هناك غطاء كثيف على وجه الأمم أمام معرفة الله ، حجاب من الطقوس والعداوة مع اليهود والتعصب ‏...‏ كل ذلك يبدو واضحا ً مع المرأة السامرية والجدل العنيف الذي دار بينها وبين السيد المسيح لقبول الإيان ، وكأن إشعياء بإصبعه يشير إلى هذه المرأة . التي تعتبر بحق أول الداخلين من الأمم إلى الإيان . وبذلك رفع وجه النقاب
نعم بالصليب داس الرب الموت بالموت ، ووهبنا الحياة الأبدية هذه البشارة المفرحة وجهت إلى الابن الضال « لأني ا بني هذا كان ميت ً ا فعاش ‏«،‏ ووجهت إلى المرأة السامرية فيقول الرب : « مَن يشرب من الماء الذي أعطيه أنا فلن يعطش إلى الأبد بل الماء الذي أعطيه يصير فيه ينبوع ماء ينبع إلى حياة أبدية » ( يو ‏(.‏ ‎14‎ : 4 هذه النبوة هي بعينها نبوة يوم الخميس حين يقول
‎12‎