Tarek El Mahaba July Issue | Page 8

مع بداية صوم آبائنا الرُسل نتذكر خدمة الرب يسوع بينهم ، معهم ، وبهم ، خدمته التى إستطاعت أن تجعل المسيحية فى كل العالم ، ورغم بساطة حالهم ، إلا أن الرب يسوع بمحبته وقيادته جعلهم قادرين أن يكونوا ذوى تأثير فريد ، فإستطاعوا بكلماتهم البسيطة والقوية في ذات الوقت أن يفتنوا كل المسكونة ويربحوا العالم كله للملكوت السماوي . فماذا فَعل الرب يسوع ؟ فالقيادة في الخدمة ليست عملاً‏ إدارياً‏ ، بل عملا ً روحياً‏ من الدرجة الأولي ، هذا هو ما يجب أن نراجِعَ‏ أنفسنا عليه ‏...‏ كخُدام وقادة ووكلاء فى كل مكان ، إئتمننا الله عل قطيعهِ‏ ، لنقودهم للملكوت السماوي .
• كان يسوع قائداً‏ منتصراً‏ مع نفسه فى الداخل : قضي عل الجبل أربعين يوماً‏ فى صلاة ونسك ، فلم يستطع إبليس أن يكونَ‏ له سلطان عليه ، بل بقوة إنتصر على كل تجاربه .
• كان محَّدد الهدف : فهو قد جاء إلي العالم لأجل خلاص المسكونة كلها ، وخلاص البشر فى كل جيلٍ‏ ، لذلك إلتزم بكل التفاصيل التى تخدم هَدفهُ‏ ، فجاء يكرز ببشارة الملكوت ، ويَجُولَ‏ يصنُع
المسيح القائد
خيراً‏ ، ويتكلم أحياناً‏ بأمثال ، وأحياناً‏ بتعليم ، ويُهيئ الخدام ، ويموت من أجل الجميع ، لكي يعيشوا فيما بعد ، لا لأنفسهُم ، بل للذى مات لأجلِهم وقام ( 2 كو ‏(.‏ ‎15‎ : 5
• كان بارعاً‏ فى مشاركة الآخرين : فإختار التلاميذ وتلمّذهم ، وأعطاهم جُرعات روحية ، ومَنحهم سُ‏ لطاناً‏ دون خوف ، أن يُصيبَهم كبرياء ، بل أشركَهم في كلِ‏ شئٍ‏ بإنفتاح وأبوة وبنوة وحب وإدراك من الخادم نحو قائده أنه سَ‏ عيدُ‏ أن يشاركه المسئولية ، وإستقبل ضَ‏ عفاتِهم بحب ، وصّ‏ حح مفاهيمهم الخطأ بصبر .
• كان حريصاً‏ علي تنظيم خدمته وتقيَّيمها : فكان يَطلبُ‏ من تلاميذهِ‏ أن يَتكِئوا الجموع ( لو ) ‎14‎ : 9 ، ويَسألهم كَم مِنَ‏ السلالِ‏ رفعوا بعد إنتهاء الخدمة ؟!!!‏ ( مر - ‎19‎ : 8 ‎20‎ ‏(.‏
• كان قائِداً‏ بلا تضخم فى الذات : فكان يقود لا بهدف أن يكون له أتباع ، ولا يطلب تبعية خاطئة ، بل يُريد أبناء وآباء وخُدام ناجحين ، فلم يطلب مُعجَبِينَ‏ أو شَ‏ عبِيةٍ‏ ولا حتى مكاناً‏ فى قلب إنسان ، بل كَّون قِيادات تستطيعُ‏ أن تُكمِل عَمل الخدمة بعد إنطلاقه للسماء .
• كان متابعاً‏ ناجحاً‏ : فكان مُستعداً‏ دائماً‏ أن يَستمِع إلي كُل فَرد من تلاميذهِ‏ ، لم يَحجِبَ‏ أحداً‏ من تلاميذِ‏ ه عن مقابلته ، بل بإنفتاح سَ‏ مَحَ‏ لهم أن يقولوا حتى الأمور الخاطئة والتساؤل عمن هو أعظم . ( مت ‏(.‏ 4 : ‎18‎ يَستَمِعَ‏ للأخطاء
كما يستمع للإنجازات ، لم يكن يَستَمِعَ‏ لكي يَستَقصي أخباراً‏ ، بل لكي يتعرف على قُدراتِهم ، ويَعرفُ‏ أخطاءهم ، ويَقبلَ‏ أخطاءُهم بوداعةٍ‏ كبيرةٍ‏ جداً‏ ،
نيافة الأنبا باخوميوس
مطران البحيرة ومطروح وشمال أفريقيا
ويقابِلها دائماً‏ بتعليم روحي ، لم يتكلم يوماً‏ بإسلوب يَجرح . حتى عندما تَساءلوُا بكبرياءٍ‏ عَمِن هو الأعظم ؟ - رغم علمه أن هُناك نَوعاً‏ من الكبرياء فى حديثهم - إلا أنه عالج أخطاءُهم بروح الحب والوداعة ، دون أن يطرحهم فى صغر نفس أو إحباط .
• كان مراعياً‏ للفروق بين قَطيعه : تكلم مع الجموع برقةٍ‏ وعلَّمَهُم عل الجبل عن التسامح ، لكنه عندما لطمه عبد رئيس الكهنة سأله بحزمٍ‏ ، لماذا تلطمُني ؟!!!‏ وأمام تلاميذه فى حديثه الوداعي كلَّمُهم عن أبيه وعن عطية روحه القدوس .
• كقائد عليك دائماً‏ أن تقِّيم قدرات من يخدم مَعكَ‏ وإحتياجاته ، وتُدرِك الفوارق بين كل فرع وكل فصل وكل فرد . قيِّم حقول خِ‏ دمَتِكَ‏ ، فلا تعامل النامي فى الروح كالمُبتدئ ، ولا فصول الشباب المتقدمة فى المدن ، كفصول الشباب فى القرى ‏....‏
كان يسوع مثلاً‏ لكل خادم ولكل قائد على أي مستوي من مستويات الخدمة فى الكنيسة ، بيت الله ، الذى ينبغي أن نتصرف فيه بحكمة تَليقُ‏ بالخدمة ، وسط قطيع الرب المُشَّ‏ تتُ‏ فى كل العالم ، ينتظر من يَحنُوَ‏ عليه ، يرعاه ويشاركه بحكمة ووداعة ، مُتذكِرينَ‏ كلمات الرسول بولس « و لكن إن كُنتُ‏ أُبطِ‏ ئ ، فلكي تَعلم كيف يجب أن نتصرف في بيت الله ، الذي هو كنيسة الله الحي ، عمود الحق وقاعدته « ( 1 تي ‏(.‏ ‎15‎ : 3
8