مع بداية صوم آبائنا الرُسل نتذكر خدمة الرب يسوع بينهم ، معهم ، وبهم ، خدمته التى إستطاعت أن تجعل المسيحية فى كل العالم ، ورغم بساطة حالهم ، إلا أن الرب يسوع بمحبته وقيادته جعلهم قادرين أن يكونوا ذوى تأثير فريد ، فإستطاعوا بكلماتهم البسيطة والقوية في ذات الوقت أن يفتنوا كل المسكونة ويربحوا العالم كله للملكوت السماوي . فماذا فَعل الرب يسوع ؟ فالقيادة في الخدمة ليست عملاً إدارياً ، بل عملا ً روحياً من الدرجة الأولي ، هذا هو ما يجب أن نراجِعَ أنفسنا عليه ... كخُدام وقادة ووكلاء فى كل مكان ، إئتمننا الله عل قطيعهِ ، لنقودهم للملكوت السماوي .
• كان يسوع قائداً منتصراً مع نفسه فى الداخل : قضي عل الجبل أربعين يوماً فى صلاة ونسك ، فلم يستطع إبليس أن يكونَ له سلطان عليه ، بل بقوة إنتصر على كل تجاربه .
• كان محَّدد الهدف : فهو قد جاء إلي العالم لأجل خلاص المسكونة كلها ، وخلاص البشر فى كل جيلٍ ، لذلك إلتزم بكل التفاصيل التى تخدم هَدفهُ ، فجاء يكرز ببشارة الملكوت ، ويَجُولَ يصنُع
المسيح القائد
خيراً ، ويتكلم أحياناً بأمثال ، وأحياناً بتعليم ، ويُهيئ الخدام ، ويموت من أجل الجميع ، لكي يعيشوا فيما بعد ، لا لأنفسهُم ، بل للذى مات لأجلِهم وقام ( 2 كو (. 15 : 5
• كان بارعاً فى مشاركة الآخرين : فإختار التلاميذ وتلمّذهم ، وأعطاهم جُرعات روحية ، ومَنحهم سُ لطاناً دون خوف ، أن يُصيبَهم كبرياء ، بل أشركَهم في كلِ شئٍ بإنفتاح وأبوة وبنوة وحب وإدراك من الخادم نحو قائده أنه سَ عيدُ أن يشاركه المسئولية ، وإستقبل ضَ عفاتِهم بحب ، وصّ حح مفاهيمهم الخطأ بصبر .
• كان حريصاً علي تنظيم خدمته وتقيَّيمها : فكان يَطلبُ من تلاميذهِ أن يَتكِئوا الجموع ( لو ) 14 : 9 ، ويَسألهم كَم مِنَ السلالِ رفعوا بعد إنتهاء الخدمة ؟!!! ( مر - 19 : 8 20 (.
• كان قائِداً بلا تضخم فى الذات : فكان يقود لا بهدف أن يكون له أتباع ، ولا يطلب تبعية خاطئة ، بل يُريد أبناء وآباء وخُدام ناجحين ، فلم يطلب مُعجَبِينَ أو شَ عبِيةٍ ولا حتى مكاناً فى قلب إنسان ، بل كَّون قِيادات تستطيعُ أن تُكمِل عَمل الخدمة بعد إنطلاقه للسماء .
• كان متابعاً ناجحاً : فكان مُستعداً دائماً أن يَستمِع إلي كُل فَرد من تلاميذهِ ، لم يَحجِبَ أحداً من تلاميذِ ه عن مقابلته ، بل بإنفتاح سَ مَحَ لهم أن يقولوا حتى الأمور الخاطئة والتساؤل عمن هو أعظم . ( مت (. 4 : 18 يَستَمِعَ للأخطاء
كما يستمع للإنجازات ، لم يكن يَستَمِعَ لكي يَستَقصي أخباراً ، بل لكي يتعرف على قُدراتِهم ، ويَعرفُ أخطاءهم ، ويَقبلَ أخطاءُهم بوداعةٍ كبيرةٍ جداً ،
نيافة الأنبا باخوميوس
مطران البحيرة ومطروح وشمال أفريقيا
ويقابِلها دائماً بتعليم روحي ، لم يتكلم يوماً بإسلوب يَجرح . حتى عندما تَساءلوُا بكبرياءٍ عَمِن هو الأعظم ؟ - رغم علمه أن هُناك نَوعاً من الكبرياء فى حديثهم - إلا أنه عالج أخطاءُهم بروح الحب والوداعة ، دون أن يطرحهم فى صغر نفس أو إحباط .
• كان مراعياً للفروق بين قَطيعه : تكلم مع الجموع برقةٍ وعلَّمَهُم عل الجبل عن التسامح ، لكنه عندما لطمه عبد رئيس الكهنة سأله بحزمٍ ، لماذا تلطمُني ؟!!! وأمام تلاميذه فى حديثه الوداعي كلَّمُهم عن أبيه وعن عطية روحه القدوس .
• كقائد عليك دائماً أن تقِّيم قدرات من يخدم مَعكَ وإحتياجاته ، وتُدرِك الفوارق بين كل فرع وكل فصل وكل فرد . قيِّم حقول خِ دمَتِكَ ، فلا تعامل النامي فى الروح كالمُبتدئ ، ولا فصول الشباب المتقدمة فى المدن ، كفصول الشباب فى القرى ....
كان يسوع مثلاً لكل خادم ولكل قائد على أي مستوي من مستويات الخدمة فى الكنيسة ، بيت الله ، الذى ينبغي أن نتصرف فيه بحكمة تَليقُ بالخدمة ، وسط قطيع الرب المُشَّ تتُ فى كل العالم ، ينتظر من يَحنُوَ عليه ، يرعاه ويشاركه بحكمة ووداعة ، مُتذكِرينَ كلمات الرسول بولس « و لكن إن كُنتُ أُبطِ ئ ، فلكي تَعلم كيف يجب أن نتصرف في بيت الله ، الذي هو كنيسة الله الحي ، عمود الحق وقاعدته « ( 1 تي (. 15 : 3
8