Tarek El Mahaba July Issue | Page 6

6
كانت تجربة الصليب تجربة صعبة جداً‏ بالنسبة للتلاميذ ، إنما مجد القيامة غيرّ‏ الحال ، وحَّول الشَّ‏ ك إلي يقين ، والحزن إلي فرح ، والخوف من الموت إلي فرحة الحياة المنتصرة على الموت ، ثم جاء الروح القدس يوم الخمسين وأعطاهم قوة الشهادة والإستخفاف بالموت ومعرفة الحق . الروح القدس الذي حَلَ‏ عل الكنيسة فى يوم الخمسين عل هيئة ألسنة من نار يمنح العطايا الإلهية والمواهب الفائقة للطبيعة ويقود الكنيسة ويُرشدها ويُعلّمها ، ولكنه يمنح للكنيسة بحسب القصد الإلهي عطاياه ونعمه ومواهبُة وليس جوهره الإلهي بدليل أن ألسنة النار كانت منقسمة وجوهر الروح القدس لا ينقسم ، ولكنه يقّسِ‏ م المواهب « قاسِ‏ ماً‏ لكِّل واحد بمِ‏ ‏ُفْرَده كما يشاءُ‏ « ( 1 كو ) ‎11‎ : ‎12‎ ، وكما قال الآباء فكل نعمة لها أصلها فى الآب وتتحقق من خلال الإبن بواسطة الروح القدس . نوح الحقيقي الجديد الذي صار به تجديد الحياة على الأرض مرة أخري ، صنع فُلْكَا ً هو الكنيسة المقدسة
، وأرسل إليها الروح القدس كما
أرسل المعزى
جاءت الحمامة لكي تبشر نوح بعودة الحياة . الروح القدس هو الذي يرفَعُنا فوق التجربة ، وفوق آلام هذا الزمان الحاضر ، وفوق التجارب الشيطانية ، وفوق مُحَاربات عدو الخير ، فبدونه لا نستطيع عمل أي شئ . إلهنا القوي عندما يملك على قلوبنا فإنه يعطينا القوة التي يمَ‏ نحُها لنا السيد المسيح ‏...‏ قوة الروح القدس وملكوت الله الذي أتي وسكن فينا حسب وعده : « سَ‏ تنالوُنَ‏ قُوّةَ‏ مَتَّي
حَلَ‏ الرُوح القُدس عَليِكُم وتكونون ليَّ‏ شُ‏ هُوداً‏ فى أوُرَشليم وفي كُل اليهودية والسامرة وإلي أقصي الأرض « ( أع ) 8 : 1 أعطانا السيد المسيح نعمة التجديد والتبني بالمعمودية ، بعد أن صالحنا مع الآب السماوي ، وأعطانا سُ‏ كنَي الروح القدس فى داخلنا لنستطيع أن نُنَفذ وصايا الكَمال . النعمة الفائقة للطبيعة التي يمَ‏ نَحُها السيد المسيح بالروح القدس هي التي
نيافة الأنبا بيشوي مطران كفر الشيخ ودمياط والبداري
تُعطي للمؤمنين باسمه ، والمتحدين معه بشِ‏ به موته وقيامته فى المعمودية ، أن يشتركوا فى الحياة الأبدية . حينما كانت البشرية مثل الأرض فى بداية الخليقة خَرِبَة وخالية نظراً‏ لفساد الطبيعة البشرية التي سقطت فى قبضة الفساد ، لسبب فُقدان الشركة مع الله والدخول فى شركة مع الموت ، كان مَجئ الروح القدس لازِماً‏ لتجديد البشرية المُفتَداه ( وجه الأرض ) مرة أخري ، وعاد روح الله يَرِفُ‏ مرة أخري عل وجه المياه فى الخليقة الجديدة . كانت الأرض خَرِبَة وخالية بسبب محبة العالم ، وقال الله فى الخليقة الجديدة مثلما قال قَدِ‏ يما ً : « ليَكُن نُورٌ‏ ، فكان نُورٌ‏ » ( تك ) 3 : 1 ، حيث أشرق نور السيد المسيح عل حياة المَفْدِ‏ يين .