Tarek El Mahaba April Issue | Page 19

أسمعوا ما يقوله مزمور : ‎10‎ : ‎111‎ « رأس الحكمة مخافة الرب ‏«.‏ مخافة الله يا أخوتي تعني ان نعرف من هو الله وبالتالي يكون لدينا نفس موقف الله من الخطية . وعندما يحصل هذا ، نقدر ان نحصل على صورة أوضح عن أنفسنا و عن طبيعتنا الخاطئة . عندما نعرف من هو الله فمن من الطبيعي و المطلوب أنه في تلك اللحظة يجب علينا ان نركع تحت الصليب في تواضع . فقط في تلك اللحظة نقدر ان نذهب اليه و نطلب المغفرة ، و ايضا ان نطلب البركة منه . هذا تماما الذي فعله المجرم على صليب التوبة . هذا المجرم عرف ان الله هو المسيطر ، و انه هو الذي سيحاكم العالم و البشرية عندما يعود . و أنه هو الشخص الوحيد الذي يمكن ان يساعده . ربما ليس مساعدة أرضية في تلك اللحظة بأن ينجيه من الصليب ، بل مساعدة سماوية ان يكون معه في السماء . يا لها من مساعدة أتمناها لي و لكم .
) 2 اعترف بخطاياها : انتبهوا الى العدد ‎40‎ و خاصة الجزء الثاني منه ‏:«‏ فاجاب الآخر وانتهره قائلا أولا انت تخاف الله اذ انت تحت هذا الحكم بعينه ‏.«‏ و ايضا العدد « ‎41‎ اما نحن فبعدل لاننا ننال استحقاق ما فعلنا ‏.«‏ لقد أعترف هذا المجرم انه خاطئ ، و هذه يا أخوتي أول خطوة في عملية الخلاص . لا يمكن يا أخوتي ان تكونوا على علاقة بالله مع الاحتفاظ بخطاياكم . ألهنا هو اله قدوس و لايقدر ان يقبل او يتحمل الخطية بأي طريقة . يا أخوتي ان مجرد الاعتراف الشفهي بالخطية ليس كافي . يجب ان يكون هناك تغيير يميز نمط الحياة الجديدة التي سوف نحصل عليها عندما نقرر ان نمشي في الطريق الضيق مع الرب يسوع . يجب ان يحدث تغيير نحو الأفضل في حياتنا قبل ان نقدر ان نقول اننا نفهم و نطبق الرسالة التي جاء الرب يسوع لينشرها في عالمنا . هذه نفس المشكلة التي كانت تواجه الفريسين في أيام السيد المسيح . لم يكن يريدون أن يتوبوا عن خطاياهم لأنهم كانوا يعتبرون أنفسهم مبررين و مخلصين بسبب أعمالهم و انهم لا يحتاجوا الى مساعدة أحد في ذلك . عالمنا اليوم ليس أفضل حال من الأيام و التصرفات التي كان يقوم بها الفريسين . الخطية ما زالت نفسها ، و الناس ما زالوا على نفس طبيعتهم . البشر اليوم يبحث عن طرق كثيرة ليخلص نفسه من صعاب هذا العالم . اليوجا ، و السحر ، و الشعوذة والى غير ذلك لكن ليس عن طريق دم ربنا يسوع المسيح لأنه صعب جدا على الناس ان تقبل حقيقة ان يكون الخلاص بهذه السهولة المجانية التي يتكلم عنها الرب يسوع . ) 3 أعترف هذا المجرم انه يستحق العقاب الذي حصل عليه : اسمعوا ما الذي يقوله العدد‎41‎ : « اما نحن فبعدل لاننا ننال استحقاق ما فعلنا ‏.«‏ لقد عرف هذا المجرم تماما انه جنى ما حصد . و قبل العقاب الذي حصل له نتيجة أعماله . لقد أنبه ضميره بسبب خطاياه ، لم يؤنبه ضميره لأنه القي القبض عليه و أنه لم يفعل كفاية لكي يهرب و لا يعتقل . و لكن ضميره كان يؤنبه لأن أخطأ باتجاه الناس و الله . لقد كان حزين حزن روحي و ليس حزن أرضي كالمجرم الاخر . لم يكن لدى المجرم الرغبة ان ينجى من الصليب الذي هو معلق عليه . ها هو الان امام ابن الله الذي يعرف خباية القلوب ، و لا يوجد مجالا بعد الان ليخبئ او ينكر خطاياه . هذا المجرم لم يعترف و يقر بأنه مخطئ و مذنب فقط ، بل أيضا قبل العقاب الذي هو يستحقه ، يا له من تصرف يجب ان تميز حياة كل شخص فينا . ) 4 اقر هذا المجرم ان الرب يسوع لا يستحق ان يصلب : نقرأ في العدد : ‎41‎ « واما هذا فلم يفعل شيئا ليس في محله ‏.«‏ لقد أقر هذا المجرم ان الرب يسوع قدوس لا يوجد به خطية . و بنفس الوقت فأنه أقر انه هو و المجرم الأخر مخطئ . كان هناك شيء واحد باقي لهذا المجرم ان يقوم به ، وهللويا فلقد قام به . لقد تاب و طلب بركة الله . قلبي يمتلئ بالفرح اذا قمنا بنفس الشيء الذي فعله هذا اللص . لقد نظر الى الصليب في الوسط . صليب النعمة و التبرير و قال هذه الكلمات التي أتمنى ان يقولها كل واحد منا هذا اليوم ‏:«‏ ثم قال ليسوع اذكرني يا رب متى جئت في ملكوتك ( العدد ‏(.«‏ ‎42‎ على العكس من المجرم الاخر فأن هذا المجرم لم يكن لديه أي شك من هو الشخص المعلق على الصليب بجانبه . ولذلك ذهب بقلب متواضع معترف بخطاياه ، راضي بحكم الموت نتيجة خطاياه ، ولكن بنفس الوقت فلقد ذهب الى الرب يسوع صارخاً‏ و طالباً‏ الرحمة السماوية و ليس الرحمة الأرضية كالمجرم الاخر . لقد آمن هذا المجرم ان الرب يسوع هو الوحيد الذي ممكن ان يساعده في تلك اللحظة . هل تصدقوني عندما أقول ان هذا المجرم كان لديه إيمان أكثر من كل التلاميذ مجتمعين مع بعضهم البعض ، التلاميذ الذين شاهدوا يسوع يقيم الأموات ، يفتح عيون العمي ، يشفى البرص . نعم لقد احبوا يسوع ولكنهم فقدوا الأمل في يسوع لأنه ها هو معلق على الصليب . لقد نسوا كل ما قاله يسوع انه ابن الله و انه السيد على الحياة و الموت ، كلهم هربوا و اختبئوا . حتى اسمعوا الى ما يقوله واحد من تلاميذه في الإصحاح « ‎21‎ : ‎24‎ ونحن كنا نرجو انه هو المزمع ان يفدي اسرائيل . ولكن مع هذا كله اليوم له ثلاثة ايام منذ حدث ذلك ‏.«‏ ولكن انظروا الى ايمان هذا المجرم المقبل على الموت . اسمعوا ما أحلى هذه الكلمات و ما اعظم و اقوى الكلمات التي تطلب من يسوع ان يذكره في السماء . هذا الشخص كان سوف يموت في بضع ساعات ان لم يكن دقائق . ولكنه اتجه الى صليب الرب يسوع و طلب منه المغفرة ، و الرب يسوع قبل هذه الكلمات و غفر له ذنبه . الذي نراه في هذه القصة ان أعمالنا لا تكفي لكي نخلص ، و انه ليس على أعمالنا فقط سوف يعتمد دخولنا الى السماء او لا . يا أخوتي ما زال لديك الوقت في هذه اللحظة ان تطلب المغفرة من الرب يسوع . الرب يسوع على الرغم من العذاب و الآلام التي كانت تحصل له بسبب الصلب و لكنه رحم هذه النفس التائبة التي عرفت انها مخطئة و طلبت الرحمة . ثالثا : لنتكلم عن أهم صليب في هذه القصة ، صليب التبرير و النعمة : يا أخوتي لقد كنا عبيد للخطية و لكن الرب يسوع اشترانا بدمه ليطلق سراحنا من سلاسل العبودية . ولم يفعل هذا فقط بل عيننا أبناء له . من الهلاك الأبدي الى البركات الإلهية . لكن يا أخوتي تذكروا ان هذا العمل لم يكن سهل ، لقد كلف الرب يسوع سعر غالي ، الا و هو حياته . لنسمع ما يقوله الكتاب المقدس عن عمل يسوع الفدائي على الصليب : كما هو مكتوب في عبرانيين « ‎14‎ : 9 فكم بالحري يكون دم المسيح الذي بروح ازلي قدم نفسه للّه بلا عيب يطهر ضمائركم من اعمال ميتة لتخدموا الله الحي ‏.«‏ أخوتي دم يسوع المسيح عمل لنا الكثير من الأشياء . عن طريق دمه حررنا من لسعة الخطية ، حررنا من قوة و سيطرة الشيطان . اذا شعرت يوم انك انسان خاطئ لا يمكن إصلاحه ، إنسان لا يمكن ان يهتم به الله انظر فقط الى القصة الموجودة بين يديك . نحن يا أخوتي لسنا أفضل من هؤلاء الخطاة المعلقين بجانب الرب يسوع . نحن نستحق نفس العقاب و نفس الآلام . نحن نستحق ان نموت روحياً‏ وجسدياً‏ في نار جهنم الأبدية بسبب خطايانا وجرائمنا بحق الله و الناس . ولكن يا أخوتي لدي لكم اليوم أخبار رائعة و مفرحة . اسمعوا ما يقوله الكتاب المقدس في رسالة كولوسي » ‎14‎ : 1 الذي لنا فيه الفداء بدمه غفران الخطايا ‏.«‏ أخيرا يا أخوتي لننتبه الى ما يقوله الرب يسوع في العدد : ‎43‎ « فقال له يسوع الحق اقول لك انك اليوم تكون معي في الفردوس ‏.«‏ الأخبار الرائعة يا أخوتي هي انه في يسوع لنا التأكيد اننا سوف نذهب الى السماء . كل ما عليك يا أخي و أختي ان تفعلوه هو ان تتوبوا و تقبلوا دم يسوع ليكون الأساس لينظف يغسل خطاياكم و يعطيكم حياة جديدة . لا يوجد إنسان على وجه هذا الأرض ، و لا يوجد دين او طريقة لأن تتأكد من ذهابك الى السماء لتكون في شركة مع الله الا عن طريق الرب يسوع الذي من خلاله سوف تحصل على التأكيد السماوي من خلاصك . يسوع المعلق على الصليب في الوسط . الخاتمة : الأمر المثير للاهتمام في هذه القصة ان هذه الحادثة الوحيدة في الكتاب المقدس التي يسجل في أيمان ومغفرة في الدقائق الأخيرة من حياة أحد الأشخاص . الله لن يرفض الأشخاص الذين سوف يؤمنوا في لحظاتهم الأخيرة . البعض منكم سوف يفرح لهذه الحادثة لأن البعض منكم سوف يقول في نفسه سوف أخطئ طول عمري و قبل ان أموت بلحظات سوف أذهب الى الله بالصلاة ليسامحني و يعطيني الحياة الأبدية . لكن أنتظر لحظة ، لا يوجد إنسان على وجه هذه الأرض يعرف متى سوف تأتي لحظة موته . الان هي اللحظة المناسبة لكم لتذهبوا الى الله بالصلاة التائبة و تطلبوا منه ان يسامحك و يذكركم امام الله في السماء . في نهاية هذه العظة أريد ان اوجه إليكم سؤال وهو اين ترى نفسك في مشهد الصلب هذا ؟ هل ترى نفسك معلق على صليب الرفض و الخطيئة ام صليب التوبة و القبول ؟ اذا لم تطلب حتى الان من الرب يسوع ان يكون هو السيد على حياتك و ليذكرك أمام الله في السماوات الا تطلب منه ذلك الان ؟ السماوات سوف تفرح بخاطئ واحد يتوب . المطلوب منك فقط هو ان تتوجه الى الصليب المعلق عليه يسوع وتطلب منه ان يستلم حياتك . أريد ان ألخص هذه القصة في بعض كلمات : واحد من هاذين المجرمين حصل على الخلاص و الاخر لا . واحد منذ ‎2000‎ سنة يتمتع بالشركة مع الله في السماء ، و الاخر في جهنم يتمتع بشيء أخر . أعيد و أقول هذه الجملة : المجرمين يمثلان القسمين اللذاين ينقسم بهما جنسنا البشري منذ ان حدثت الخطيئة الأصلية . أين تجد نفسك واقف هذا اليوم ؟ البعض سوف يخلص و البعض الاخر سوف يهلك . البعض يريد ان يبادل الله نفس مشاعر المحبة التي يرسلها الله لنا والبعض الاخر لا يريد ذلك . البعض سوف يفدى بدم يسوع الغالي و البعض الاخر لن يفدى و يحرق بنار جهنم الملتهبة . لدي شيء واحد أقوله في هذا اليوم : « لا تنتظر ان يأتي الوقت المناسب الذي سوف تسلم ب
‎19‎