Tarek El Mahaba 2018 | Page 4

4
‎3‎‏-‏ امتحن العمل الذي تعمله يقول بولس الرسول : « ليَمتَحِ‏ نْ‏ كُلُّ‏ واحِ‏ دٍ‏ عَمَلهُ‏ » ( غل‎6‎ ‏(.‏ 4 : هل عملك جيد ؟ هل من تعمل معهم صالحون ؟ هل لعملك هدف حلو يبني المجتمع ؟ وكذلك خدمتك في الكنيسة ‏...‏ هناك قصة أن ثلاثة كانوا يقطعون الأحجار في الجبل ، وسألهم شخص عماّ‏ يفعلون . أجاب الأول غاضبًا : « ألا ترى أنني أقطع الحجارة ؟«،‏ وقال الثاني : « أنا أقطع الحجارة لأكسب لقمة عيشي وأعول أسرتي ‏«،‏ بنما قال الثالث : « أنا أقطع الحجارة لأشترك في بناء بيت الله ‏«.‏ الثلاثة عملوا نفس العمل ، ولكن كل واحد كانت له نظرته الخاصة للعمل . هناك من يهمل وكأنه مغصوب على العمل ، بينما يوجد آخر يعمل بأريحية وفرحة مهما كان العمل صغيرًا .
ذات مرة كنت أتأمل العمال الذين يبنون جامعة من الجامعات المشهورة في العالم ، معظمهم كان تعليمهم محدودًا ، لكن هم الذين بنوا هذه الجامعة التي أعطت أرقى الشهادات وتخرج منها الآلاف . إن السبب في تعلم وتخرج العديد من هذه الجامعة هو العمال البسطاء الذين وضعوا حجرًا بجانب حجر وعملوا هذا الصرح ، ولذلك يُقال عن الحياة : جيل يبني ، وجيل يجني .
الإنسان في عمله يحتاج الأمانة وطول الأناة ، والعمل مهما كان صغيرًا فله قيمته ، يقول المَثَل : « مسمار ينقذ حدوة ‏«.‏
‎4‎‏-‏ امتحن نفسك قبل ممارسة سر التناول
سر التناول قمة أسرارنا ، وكنائسنا مليئة بالقدسات نشكر الله ، وأحيانًا تصلي الكنيسة أكثر من قداس في اليوم الواحد ، وفي مواعيد مختلفة ، المهم أن التناول متاح لأي إنسان في أي وقت . ولكن هل تتقدم للتناول وأنت تشعر بهذا السرور وبرهبة هذا السر ؟
قال بولس الرسول : « ولكن ليَمتَحِ‏ نِ‏ الإنسانُ‏ نَفسَ‏ هُ‏ ، وهكذا يأكُلُ‏ مِنَ‏ الخُبزِ‏ ويَشرَبُ‏ مِنَ‏ الكأسِ‏ . لأنَّ‏
الّذي يأكُلُ‏ ويَشرَبُ‏ بدونِ‏ استِحقاقٍ‏ يأكُلُ‏ ويَشرَبُ‏ دَينونَةً‏ لنَفسِ‏ هِ‏ ، غَيرَ‏ مُمَيِّزٍ‏ جَسَ‏ دَ‏ الرَّبِّ‏ » ( ‎1‎كو‎11‎ :
‏(.‏ ‎29‎ ، ‎28‎ احذر أم يكون تقدمك للأسرار هو شيء
تاخذ دينونة بسسبه . هل شعورك الداخلي بعدم الاستحقاق هو الذي تتقدم به للأسرار ؟ أم تتناول في أي بدون استعداد روحي أو جسدي أو نفسي أو فكري أوذهني ! الأب الكاهن في بداية القداس في صلوات الاستعداد يقول : « أنت يا سيد تعلم أني غير مستعد ولا مستحق ولا مستوجب لهذه الخدمة المقدسة التي لك ‏...«‏ هل تشعر بهذه الكلمات ويهتز لها كيانك ؟ القديس يوحنا ذهبي الفم تكلم كثيرًا عن التهاون في سر الإفخارستيا وقال عبارة جميلة : « بدل أن يكون التناول للبركة والنعمة ، يصير للعقاب والدينونة لكل من يتقدم بلا استحقاق ‏«.‏ لذلك يصلي الأب الكاهن في نهاية القداس : « اجعلنا مستحقين كلنا يا سيدنا أن نتناول من قدساتك طهارة لأنفسنا وأرواحنا وأجسادنا ‏...«.‏
أكبر امتحان في تقدُّمك للأسرار هو توبتك نقاوة قلبك ، ثم حضورك الكنيسة في بداية القداس ، والمصالحة مع كل أحد .
‎5‎‏-‏ امتحن نفسك في التعليم
العالم اليوم مليء بالمعرفة ، والمعرفة تتضاعف في العالم كل فترة قصيرة جدًا ، وتظهر نظريات وأفكار ، وتعاليم غريبة لم يشهدها البشر من قبل ! فهل تستطيع يا ترى أن تفرز هذا الكلام ؟ يوحنا الرسول
يقول لنا : « أيُّها الأحِ‏ بّاءُ‏ ، لا تُصَ‏ دِّقوا كُلَّ‏ روحٍ‏ ، بل امتَحِ‏ نوا الأرواحَ‏ : هل هي مِنَ‏ اللهِ‏ ؟ لأنَّ‏ أنبياءَ‏ كذَبَةً‏ كثيرينَ‏ قد خرجوا إلَ‏ العالَمِ‏ » ( ‎1‎يو‎4‎ ‏(.‏ 1 : ونقرأ في العهد القديم عن ظهور الأنبياء الكذبة في مواقف كثيرة ، وأيضً‏ ا في العهد الجديد يحذرنا الرب منهم « انظُروا ! لا يُضِ‏ لَّكُمْ‏ أحَدٌ‏ ‏...‏ لأنَّهُ‏ سيَقومُ‏ مُسَ‏ حاءُ‏ كذَبَةٌ‏ وأنبياءُ‏ كذَبَةٌ‏ ويُعطونَ‏ آياتٍ‏ عظيمَةً‏ وعَجائبَ‏ ، حتَّى يُضِ‏ لّوا لو أمكَنَ‏ المُختارينَ‏ أيضً‏ ا » ( مت‎24‎ ‏(.‏ ‎24‎ ، 4 :
قديمًا كان الإنسان يتعلم من أبيه وأمه في البيت ، ومن المدرسة ، وكانت مصادر التعليم محدودة ، أمّا اليوم فالإنسان يتعلم من مصادر لا حصر لها ، وفي المقابل قلّت جودة التعليم ! كل هذا جعل الإنسان مشوشً‏ ا ، وظهرت تعاليم خاطئة مثل شهود يهوه والسبتيين والأدفنتست وعبدة الشيطان والإلحاد ‏...‏ أفكار كثيرة كلها أفكار ضالة .
امتحن كل شيء عبر حياتك ، فلستَ‏ أكبر من داود النبي ، بل اعمل مثله ، وقل لله : امتحني يا الله واعرف قلبي واختبرني وساعدني أن أمتحن كل شيء يجري أمامي وأستفيد منه .