La Gazelle | Page 62

‫ليـــلة فـي‬ ‫إنـــهـــــــــــــــــــا ذكريات خالدة تراودين، عندما كنت‬ ‫فتاة صغرية يف مقتبل العمر أسلك صحبة عائلتي هذه املمرات‬ ‫الجبلية واملسارات الصخرية، فوق قرية عني دراهم. داهمنا‬ ‫الشتاء، وها نحن منيش لنلتحق بفندق السنديان، املعلق‬ ‫وسط الغابة. مبنى كبري، بدأت مالمحه تظهر يف الضباب البارد‬ ‫والكثيف الذي بدأ يتالىش تدريجيا يف شهر جانفي والذي زاد‬ ‫من روعة املكان وسحره. مشينا يف وقت متأخر من هذا اليوم‬ ‫وسط طبيعة خلاّبة، تتميز بغابات كثيفة تكسوها أشجار الفلني‬ ‫والبلوط املمتدة عىل مدى البرص، وتنساب مياه جداولها بني‬ ‫األعشاب، والتي أعادتنا، أنا وأختي ، إىل أيام طفولتنا حيث‬ ‫كنا نحلم برقائق الثلج، واملنازل ذات األسطح املائلة، وبقصص‬ ‫استثنائية تحيك لنا لعبة املتاهات يف الغابة. وحني استيقظنا‬ ‫صباحا، اكتشفنا مشهدا من مشاهد جبال األلب، ومسارات‬ ‫امليش، حيث علمنا أيب التعرف عىل آثار أقدام الخنازير الربية،‬ ‫واكتشاف قرشة شجر بلوط الفلني.‬ ‫وبعد مرور عرشين عام، ها أنا أعود ألول مرة للتمتع بهذه‬ ‫املناظر الطبيعية التي طبعت طفولتي. تساقطت الثلوج‬ ‫بغزارة عىل جبل عني دراهم، واكتست أشجار بلوط الفلني‬ ‫بثوب أبيض وظهرت تشققات يف طبقة سميكة من الجليد‬ ‫تحت قدماي. مشهد مذهل يتسم بنقاوة ثلوج الشتاء،‬ ‫وصمت مطبق. إين أتوقع يف أي لحظة، وأنا عىل الطريق الذي‬ ‫‪Une nuit à I one night at I‬‬ ‫يقودين إىل فندق السنديان، أن أصادف منتجعا للتزلج. منظر‬ ‫مثري للدهشة ! ولكن ريثام يلوح مثل هذا الرساب يف مشهد‬ ‫مساحيق الثلج البيضاء، ها أنا أستمتع مبهرجان مرتجل لرجال‬ ‫الثلج ؛ بعضهم يحمل شوارب والبعض اآلخر لحية، مشكلني‬ ‫عالمات هزلية عىل طول الطريق تسرتعي انتباه املتنزهني‬ ‫الذين تنتابهم الدهشة لرؤيتهم هذه املشاهد. مل يبقى من‬ ‫فندق السنديان، إال هيكل فارغ، مهجور، ولوحة مصددة تذكر‬ ‫مبايض مجيد ومتميز.‬ ‫مل يحدث حول املبنى، أي تغيري يذكر منذ تلك السنوات،‬ ‫وحافظت املنطقة عىل أصالتها وطابعها الريفي. يف هذه الطبيعة‬ ‫األصلية، أتنفس الهواء البارد النقي الذي يكاد يجمد وجهي،‬ ‫فينتابني شعور غري عادي ولكن مثري للنشاط والحيوية. قررنا‬ ‫النزول نحو قرية عني دراهم، حيث بدأت الثلوج تذوب فوق‬ ‫األسطح املائلة للشاليهات الجبلية بشكل تدريجي وتكشف عن‬ ‫القرميد األحمر الذي تتميز به منازل هذه القرية. تقع مدينة‬ ‫عني دراهم، التي يعني اسمها حرفيا "مصدر املال"، عىل سفح‬ ‫جبل البري من جبال خمري "الكرومي" عىل ارتفاع 008 مرتا فوق‬ ‫سطح البحر. يف زاوية الشارع، التقيت برجل عجوز يحمل حزمة‬ ‫من قرشة شجرة بلوط الفلني، وغري بعيد عن هذا املكان، عدد‬ ‫قليل من املتنزهني ميشون بخطى رسيعة. أجواء عديدة تعيدين‬ ‫إىل أيام طفولتي الحلوة.  ‪I‬‬ ‫‪envies‬‬ ‫‪wishlist‬‬ ‫رغبـاتنـــا‬ ‫‪L’une des nombreuses maisons‬‬ ‫‪à toit de tuile, une architecture‬‬ ‫‪héritée de la période du‬‬ ‫‪protectorat français. I One of‬‬ ‫‪the several tile-roofed houses, an‬‬ ‫‪architecture inherited from the‬‬ ‫‪French Protectorate period. I‬‬ ‫إحدى املنازل املغطاة بالقرميد،‬ ‫هندسة معامرية موروثة عن فرتة‬ ‫الحامية الفرنسيـــة. ‪I‬‬ ‫46‬ ‫‪La Gazelle 58 I‬‬