زيـارة برفقة دليـل
الـوصـــــــــــــول كان صاخبا نوعا ما. بدأت السيارات تغادر
عنابر الباخرة قرطاج و تتدفق عىل أرصفة ميناء حلق الوادي،
بينام كنت أفتش عىل كوابل لشحن البطارية التي تعطل أداؤها
وأنا أكاد أختنق بالغازات املنبعثة من عوادم املركبات، أردت
التقليل من الشعور بالخجل إزاء هذا الخلل الفني وأرجيت
السبب إىل قانون الخدعة اإلرادية امللقب بنظرية موريف. رغم
أن هذه الرحلة كانت تبدو فكرة جيدة وكل ظروف نجاحها
متوفرة : دعوة من صديق منذ زمن بعيد يقيم حديثا يف تونس
لقضاء بضعة أيام، سيارة رباعية الدفع "4 "4xغري مستغلة ال
تنتظر سوى مواجهة الصحراء وعيد ميالد ال يطاق حثني عىل
شق املسافات بكل ما تحمل الكلمة من معنى.
بعد أن سئمت ركوب الطائرة والسباق مع الزمن طيلة حيايت
املهنية، قررت يف النصف الثاين من عمري، الذي بدأ أول أمس،
العيش حياة هادئة ومستقرة.
وبعد إمتام بعض اإلجراءات الجمركية، وتحية صديقي الذي
كان ينتظرين عىل الرصيف، أخذنا طريقنا، يف موكب، نحو
مدينة املرىس. الشوارع مليئة باأللوان والفضوليني كام هو
الحال كل يوم جمعة. يعج الطريق الذي سلكناه بسيارات
ّ
البيك آب املليئة بالشامر والربتقال والجزر وغريها من املنتجات
املوسمية، املرتاصة عىل جانبي الطريق يف شكل أكشاك لسوق
مفتوحة متتد حتى بل b