تركيز
شريطه : حياة أدال ....
الرشيط الخامس لعبد اللطيف كشيش مستوحى من قصة
مصورة لجويل ماروه، عنوانها "األزرق هولون ناري" و هي
قصة جذابة تصلح لتكون موضوعا لرشيط و تتمثل يف لقاء
غرامي بني فنان رسام و مراهقة، و هي قصة حب بدون
ّ ّ
ّ
حكم مسبق، يف فرنسا التي تدرس فيها مرسحيات "ماريفو"
يف املدارس، و التي متثل فيها مرسحية "حياة ماريان" مفتاحا
لفهم حياة أدال.
هذا الرشيط سيعرض يف قاعات السينام بفرنسا يف شهر أكتوبر
املقبل.
مسيرة عاشق للصورة
"يف فرنسا، اكتشفت التلفزة متأخرا و أنا مازلت طفال. و مل
تحصل يل أوىل االنفعاالت السينامئية إال عند املراهقة".
أرس إلينا عبد اللطيف كشيش بأنه أعجب كثريا بـ : برتران
ّ
بليار لرشيطه "يل فلسوز" (راقصات الفالس)، و كلود سوتاي
لرشيطه : فانسون، بول و اآلخرون، و بعد ذلك يف عام 7791،
لقـــــاءات
بكلود ميالر يف رشيطه "قل له إنيّ أحبّه" و الذي يشارك يف
التمثيل فيه، ميو ميو و ديربديو. هذا املخرج السيناميئ هو
كذلك رجل مرسح بدأ حياته يف مدينة نيس، بإرشاف جاك
فيبار بالخصوص. و حيث أنه فنان كامل لرشوط، فقد أخرج
ّ
يف مهرجان "أفينيون" عام 1891، مرسحية "الرشيتاكت"
(املعامري) ألرابال. و متيز كممثل سيناميئ عام 8891 يف
رشيط "يل زينوسون" (األبرياء) للمؤلف أندري تيشناي، و نال
لدوره يف رشيط "البزناس" للنوري بوزيد جائزة األداء الرجايل
ملهرجان نامور عام 2791، و انتقل عام 0002، و عمره أربعون
عاما، إلخراج رشيطه "غلطة فولتار".
أسلوب كشيش
عبد اللطيف كشيش ال يحب أن يترسع، و أرشطته دليل عىل
ذلك. أليس هو القائل : " أن نسقي يقتيض وقتا آخر"؟ أخر
رشيط له مدّته 381 دقيقة، و فيه يعرض املؤلف لقطات مطولة
ّ
مع وفرة يف الجزئيات، متأمال نظرات و برشات املمثالت و مربزا
األصالة ضمن وفرة التفاصيل. الوجه األنثوي مضبوط يف الصورة
عن قرب لرتصد أدىن اختالجات الطفولة. إنه سينام الحقيقة
يستخدم ما توفره األجهزة الرقمية من إمكانيات : "الكامريا ال
تتوقف أبدا. أتركها تصور عىل الدوام، ال أوقفها حتى عندما
تكون موضوعة عىل األرض". كشيش املعروف بقدرته الفائقة
عىل توجيه املمثلني يقول لنا متحدّثا عن بطالته: "إين أهيؤهن
بأن أطلب منهن تصوير مشاهد صعبة للرضورة ليك يتقمصن
جيّدا شخصية الدور الذي ميثلنه". قد يقع فيام بعد حذف
املشهد عند الرتكيب. ذلك أن فن التصوير لدى كشيش، عىل
غرار القصة، يقتيض قيام الفنان بقص أو حذف بعض األجزاء.
يف الختام، حدّثنا املخرج عن أجمل اللحظات التي يعيشها
كمخرج سيناميئ. "لحظات السعادة القليلة هي تلك التي
أقضيها فوق حلبة املمثلني عند التصوير" و قد رصح لنا
ّ
كشيش بأنه ال يفضل بعض أفالمه الطويلة عن بعض : "كل
رشيط هو عمل يف حد ذاته، و عندما تنتهي التجربة، فإنيّ ال
ّ
أعود إليها بتاتا. و هو ما ال يحول دون وجود تتمة، إال أنها
تعالج كعمل جديد". I
“
لحظات السعادة
القليلة هي تلك
التيأقضيهافوق
عند
الممثلين
حلبة
التصوير…
821
“
أجـــريـــــــنا لقـاء حرصيـا ملجلة "الغزالـة" مع السيناميئ
الكبري الذي أحرز جائزة يف مهرجان "كان" األخري، عبد اللطيف
كشيش مبناسبة مروره بسيدي بوسعيد.
الرجل الذي حاورناه كله حساسية، حساسيته مرهفة لكنه
مسيطر عليها. فهذا السيناميئ التونيس األصل، و الذي جاء
إىل فرنسا و عمره ست سنوات، يعترب قبل كل يشء، أنه
فنان و أنه ينشئ األفالم كام ينشئ الروايئ الروايات. إنتاجه
ّ
السيناميئ معروف، بدءا بـ"إنها غلطة فولتار"، رشيطه
األول، الذي أخرجه عام 1002، وصوال إىل رشيطه الحايل:
"حياة أدال"، وهو يتضمن خمسة أفالم طويلة متثل عالمات
مضيئة عىل درب حياته الفنيّة الرثية بالجوائز : فقد أحرز
مرتن