La Gazelle | Page 126

‫تركيز‬ ‫شريطه : حياة أدال ....‬ ‫الرشيط الخامس لعبد اللطيف كشيش مستوحى من قصة‬ ‫مصورة لجويل ماروه، عنوانها "األزرق هولون ناري" و هي‬ ‫قصة جذابة تصلح لتكون موضوعا لرشيط و تتمثل يف لقاء‬ ‫غرامي بني فنان رسام و مراهقة، و هي قصة حب بدون‬ ‫ّ ّ‬ ‫ّ‬ ‫حكم مسبق، يف فرنسا التي تدرس فيها مرسحيات "ماريفو"‬ ‫يف املدارس، و التي متثل فيها مرسحية "حياة ماريان" مفتاحا‬ ‫لفهم حياة أدال.‬ ‫هذا الرشيط سيعرض يف قاعات السينام بفرنسا يف شهر أكتوبر‬ ‫املقبل.‬ ‫مسيرة عاشق للصورة‬ ‫"يف فرنسا، اكتشفت التلفزة متأخرا و أنا مازلت طفال. و مل‬ ‫تحصل يل أوىل االنفعاالت السينامئية إال عند املراهقة".‬ ‫أرس إلينا عبد اللطيف كشيش بأنه أعجب كثريا بـ : برتران‬ ‫ّ‬ ‫بليار لرشيطه "يل فلسوز" (راقصات الفالس)، و كلود سوتاي‬ ‫لرشيطه : فانسون، بول و اآلخرون، و بعد ذلك يف عام 7791،‬ ‫لقـــــاءات‬ ‫بكلود ميالر يف رشيطه "قل له إنيّ أحبّه" و الذي يشارك يف‬ ‫التمثيل فيه، ميو ميو و ديربديو. هذا املخرج السيناميئ هو‬ ‫كذلك رجل مرسح بدأ حياته يف مدينة نيس، بإرشاف جاك‬ ‫فيبار بالخصوص. و حيث أنه فنان كامل لرشوط، فقد أخرج‬ ‫ّ‬ ‫يف مهرجان "أفينيون" عام 1891، مرسحية "الرشيتاكت"‬ ‫(املعامري) ألرابال. و متيز كممثل سيناميئ عام 8891 يف‬ ‫رشيط "يل زينوسون" (األبرياء) للمؤلف أندري تيشناي، و نال‬ ‫لدوره يف رشيط "البزناس" للنوري بوزيد جائزة األداء الرجايل‬ ‫ملهرجان نامور عام 2791، و انتقل عام 0002، و عمره أربعون‬ ‫عاما، إلخراج رشيطه "غلطة فولتار".‬ ‫أسلوب كشيش‬ ‫عبد اللطيف كشيش ال يحب أن يترسع، و أرشطته دليل عىل‬ ‫ذلك. أليس هو القائل : " أن نسقي يقتيض وقتا آخر"؟ أخر‬ ‫رشيط له مدّته 381 دقيقة، و فيه يعرض املؤلف لقطات مطولة‬ ‫ّ‬ ‫مع وفرة يف الجزئيات، متأمال نظرات و برشات املمثالت و مربزا‬ ‫األصالة ضمن وفرة التفاصيل. الوجه األنثوي مضبوط يف الصورة‬ ‫عن قرب لرتصد أدىن اختالجات الطفولة. إنه سينام الحقيقة‬ ‫يستخدم ما توفره األجهزة الرقمية من إمكانيات : "الكامريا ال‬ ‫تتوقف أبدا. أتركها تصور عىل الدوام، ال أوقفها حتى عندما‬ ‫تكون موضوعة عىل األرض". كشيش املعروف بقدرته الفائقة‬ ‫عىل توجيه املمثلني يقول لنا متحدّثا عن بطالته: "إين أهيؤهن‬ ‫بأن أطلب منهن تصوير مشاهد صعبة للرضورة ليك يتقمصن‬ ‫جيّدا شخصية الدور الذي ميثلنه". قد يقع فيام بعد حذف‬ ‫املشهد عند الرتكيب. ذلك أن فن التصوير لدى كشيش، عىل‬ ‫غرار القصة، يقتيض قيام الفنان بقص أو حذف بعض األجزاء.‬ ‫يف الختام، حدّثنا املخرج عن أجمل اللحظات التي يعيشها‬ ‫كمخرج سيناميئ. "لحظات السعادة القليلة هي تلك التي‬ ‫أقضيها فوق حلبة املمثلني عند التصوير" و قد رصح لنا‬ ‫ّ‬ ‫كشيش بأنه ال يفضل بعض أفالمه الطويلة عن بعض : "كل‬ ‫رشيط هو عمل يف حد ذاته، و عندما تنتهي التجربة، فإنيّ ال‬ ‫ّ‬ ‫أعود إليها بتاتا. و هو ما ال يحول دون وجود تتمة، إال أنها‬ ‫تعالج كعمل جديد". ‪I‬‬ ‫“‬ ‫لحظات السعادة‬ ‫القليلة هي تلك‬ ‫التيأقضيهافوق‬ ‫عند‬ ‫الممثلين‬ ‫حلبة‬ ‫التصوير…‬ ‫821‬ ‫“‬ ‫أجـــريـــــــنا لقـاء حرصيـا ملجلة "الغزالـة" مع السيناميئ‬ ‫الكبري الذي أحرز جائزة يف مهرجان "كان" األخري، عبد اللطيف‬ ‫كشيش مبناسبة مروره بسيدي بوسعيد.‬ ‫الرجل الذي حاورناه كله حساسية، حساسيته مرهفة لكنه‬ ‫مسيطر عليها. فهذا السيناميئ التونيس األصل، و الذي جاء‬ ‫إىل فرنسا و عمره ست سنوات، يعترب قبل كل يشء، أنه‬ ‫فنان و أنه ينشئ األفالم كام ينشئ الروايئ الروايات. إنتاجه‬ ‫ّ‬ ‫السيناميئ معروف، بدءا بـ"إنها غلطة فولتار"، رشيطه‬ ‫األول، الذي أخرجه عام 1002، وصوال إىل رشيطه الحايل:‬ ‫"حياة أدال"، وهو يتضمن خمسة أفالم طويلة متثل عالمات‬ ‫مضيئة عىل درب حياته الفنيّة الرثية بالجوائز : فقد أحرز‬ ‫مرتن