La Gazelle | Page 64

‫رحلـــة اىل تــــــوزر‬ ‫مديــــنة طربقــــة، لؤلــؤة الشمــال الغربــــي‬ ‫مديــــــــــــــنة ساحلية تقع شامل غرب تونس عىل بعد‬ ‫بضعة كيلومرتات من الحدود الجزائرية التونسية، هي مدينة‬ ‫طربقة التي تغري بسحرها الخاص وبجاملها األخّاذ الذي ال‬ ‫يضاهيه أي جامل. سقوف القرميد األحمر التي تتميز بها بناياتها‬ ‫ّ‬ ‫تستقطب كل صيف الكثري من السياح األجانب ولكن أيضا‬ ‫الكثري من التونسيني الباحثني عىل مالذ للراحة واالسرتخاء. تعيش‬ ‫طربقة بقية السنة، حياة هادئة، بني أشجار امليموزا والكافور.‬ ‫صحيح أن هذه املدينة الصغرية لديها الكثري من املميزات التي‬ ‫تجعل منها القبلة املفضلة للزوار مبا يف ذلك محبي السياحة‬ ‫الثقافية. موقعها بني البحر والجبال، وثرواتها التي ال تعد،‬ ‫وماضيها املتعدد الثقافات يجعلها وجهة مثالية ألولئك الذين‬ ‫ال تنحرص رغباتهم يف التمتع بالشواطئ.‬ ‫ ‬ ‫المرجــان، ثـــروة محط األطمــاع‬ ‫يكفيك التجول سري ا عىل األقدام وسط املدينة و الوقوف أمام‬ ‫َ َ اَّ ِ ُ َ ْ َ َ ِ‬ ‫واجهات محلت الْمجوهرات لتدرك أن طربقة هي مدينة‬ ‫املرجان. ومماّ ال ريب فيه أن تجارة املرجان مرتبطة ارتباطا‬ ‫وثيقا بالرثاء التاريخي لهذه املدينة الساحلية.‬ ‫إن استغالل هذا املورد الثمني، الذي ساهم يف شُ هرة املدينة،‬ ‫َْ‬ ‫ويف إثرائها، يعود إىل االستعامر الروماين. إن ميناء طربقة الذي‬ ‫شيده الرومان لتصدير املرجان، والخشب والفلني هو واحد‬ ‫من إحدى املخلفات األثرية التي تشهد عىل ذلك العرص.‬ ‫وبعد بضعة قرون من الزمن، اشرتى شارل الخامس هذا املرفأ‬ ‫التجاري يف طربقة ووضع عىل رأسه عائلة ثرية من جنوة، عائلة‬ ‫‪escapade à Tabarka I getaway in Tabarka I‬‬ ‫لوميليني، وكان أشهر ما أنجزته هذه العائلة هو الحصن الضخم‬ ‫فوق جزيرة صغرية قرب املدينة و التي ميكن الوصول إليه‬ ‫وزيارته عرب الطريق أو املسلك الذي يربط الجزيرة باليابسة.‬ ‫وأخريا ً، يعود مامرسة نشاط صيد املرجان إىل الفرنسيني يف‬ ‫القرن الثامن عرش، حيث احتكرت الرشكة امللكية األفريقية‬ ‫الفرنسية تجارة هذه الرثوة املائية حتى نهاية االستعامر.‬ ‫ومنذ ذلك الحني، أصبح صيد املرجان يخضع إىل قوانني صارمة‬ ‫ويُحظر تصديره يف شكله الخام. ولكن من املمكن رشاء‬ ‫املجوهرات املختلفة من الحرفيني يف طربقة.‬ ‫ ‬ ‫منــاظر طبيـــعية فريـــدة من نوعهـــا،‬ ‫في البــر كما فــي البحـــر‬ ‫وإذا كانت طربقة تعج بالكنوز التاريخية، فانه ال ينبغي أن‬ ‫ننىس كنوزها املكنونة تحت املاء واالستمتاع بجامل مناظرها.‬ ‫فليس من قبيل الصدفة أن أعامق مياه طربقة مشهورة وتتمتع‬ ‫بسمعة تجاوزت حدود الوطن. حيث تشهد املدينة كل سنة،‬ ‫قدوم املئات من الغواصني بهدف استكشاف العرشات من‬ ‫مواقع الغوص املفتوحة للجمهور يف الفرتة املمتدة بني شهر‬ ‫أفريل وأواخر أكتوبر. من بني املواقع التي تستحق الزيارة،‬ ‫"األنفاق".وهو موقع يحتوي عىل أنفاق يبلغ طولها 03 مرتا‬ ‫ميكن للغواصني التنقل فيها بحرية لتأمل املوراي، والدنيس،‬ ‫وغراب البحر، وأسامك الطباق، و"املناين" الهادئة املزاج .‬ ‫موقع آخر يحىض بإعجاب هواة الغوص، يتمثل يف "ممرات"‬ ‫صخرية ملونة ومرتبة يف شكل سلسلة حيث يعيش فيها‬ ‫الربيان األحمر والشعب املرجانية القرنية الضخمة.‬ ‫وما إن عدنا إىل اليابسة، حتى اكتشفنا مناظر طبيعية جديدة‬ ‫‪envies‬‬ ‫‪wishlist‬‬ ‫رغبـاتنـــا‬ ‫‪The port‬‬ ‫‪I‬‬ ‫‪Le port de Tabarka‬‬ ‫‪of Tabarka I‬‬ ‫ميــناء طربقة ‪I‬‬ ‫66‬ ‫‪La Gazelle 60 I‬‬