La Gazelle | Page 52

‫ْ‬ ‫اكتِ�شــــاف‬ ‫‪envies‬‬ ‫‪wishlist‬‬ ‫رغبـاتنـــا‬ ‫‪découverte I discovery I‬‬ ‫لؤلؤة الجريد، كما يسميها التونسيون بكل اعتزاز، توزر- التي كانت‬ ‫السبعينات، مقصدا متميزا ً‬ ‫بفضل الفنادق والقصور التي بنيت فيهايف ‬ ‫للراحة والترفيه وقبلة ألثرياء ومشاهير العالم.‬ ‫1‬ ‫2‬ ‫تعتبــــــــــــــر توزر بفضل مطارها الدويل، البوابة‬ ‫الرئيسية لزيارة الجنوب التونيس ولعشاق السياحة الواحية‬ ‫والصحراوية. عىل الرغم من قيام الثورة وما رافقها من أحداث‬ ‫ألقت بظاللها السلبية عىل السياحة - حتى أن املنطقة صنفت‬ ‫يف اآلونة األخرية من طرف السلطات األوروبية منطقة حمراء‬ ‫مام نتج عنه إغالق العديد من الفنادق لسبب تقلص عدد‬ ‫الزائرين - حافظت املدينة عىل هويتها، وبقيت تتطلع بكل‬ ‫حامس إىل مستقبل أفضل.‬ ‫تستقبل توزر ضيوفها بأصالة نادرة فور خروجهم من املطار،‬ ‫وعبورهم قوس نرص املدينة. كل يشء هنا يعرب عن ثراء ماضيها‬ ‫الذي يعود تاريخه إىل آالف السنني وعن فخر سكانها بهذا‬ ‫اإلرث العريق. من خالل الرغبة القوية يف الحفاظ عىل تراثها‬ ‫وتثمينه منذ الثامنينات، تم الحفاظ عىل الهوية املعامرية‬ ‫للمدينة، حيث تبدو املباين يف توزر يف انسجام تام مع صفرة‬ ‫الرمال املحيطة بها. تتميز الواجهات الشهرية املبنية بالطوب‬ ‫الظاهر بأمناط هندسية أضفت عىل املباين الرسمية واألسواق،‬ ‫واملنازل والشوارع املصممة عىل مقاس اإلنسان للمدينة رونقا‬ ‫خاصا ومسحة من الجامل ؛ كام تأكد وفاءها لرتاثها الحضاري‬ ‫وتشبثها بتقاليدها العريقة.‬ ‫ميكن اكتشاف أحد أروع األمثلة املعامرية النموذجية التي‬ ‫تتميز بها الجريد يف منطقة أوالد الهادف التي تعترب أقدم‬ ‫حي يف املدينة والتي تحتضن بعض املنازل املبنية بالطوب‬ ‫التي يعود تاريخها إىل القرن الرابع عرش. بعد املرور تحت‬ ‫سقيفتني يف شارع القريوان، ميكنك تأمل واحدة من أقدم‬ ‫وأجمل البوابات يف تونس، املصممة من خشب الجريد والتي‬ ‫ظلت صامدة أمام اختبارات الزمان. يحتضن قلب املدينة‬ ‫كذلك مدرسة قرآنية تعلوها مئذنة كبرية، فضال عن منزل‬ ‫الباي، الذي يزدان مبرشبيات رائعة -- وهي عبارة عىل نوافذ‬ ‫مصنوعة من خشب النخيل، متكن النساء من رؤية ما يحدث‬ ‫يف الخارج دون أن يراهن أَحدٌ، - والذي اكتسب شهرة منذ أن‬ ‫َّ َ‬ ‫صور فيه أنتوين مينغيال مشاهد من فيلم "املريض اإلنكليزي".‬ ‫ومن األماكن التي ميكن زيارتها أيضا، زاوية الويل الصالح‬ ‫املغريب سيدي بو عيىس الساحرة، التي تحتضن كذلك متحف‬ ‫الفنون والتقاليد الشعبية. تعمل جمعية صيانة مدينة توزر‬ ‫منذ سنوات عديدة عىل الحفاظ عىل ذاكرة األماكن وتثمينها،‬ ‫عىل أمل إدراج املدينة عىل قامئة اليونسكو للرتاث العاملي.‬ ‫وهذا ما نود أن نراه يتحقق.‬ ‫إن مدينة توزر واملدن األخرى يف منطقة الجريد معلقة من‬ ‫حيث الزمان. يكفيك الجلوس عىل إحدى الرشفات العديدة‬ ‫الواقعة يف ساحة ابن الشباط أو يف ساحة سوق الخرضوات‬ ‫املنتصب يف مدخل األسواق العتيقة، ليك تنعم بالهدوء‬ ‫والسكينة التي تسود املكان.‬ ‫تــاوزر، تــــوزوروس، قسطيلية، توزر‬ ‫مديــــنة األلفيـــة‬ ‫مدينة توزر بتاريخها، ميكن أن منأل كتبا. قال ابن الشباط إن‬ ‫جذور توزر ال ميكن تحديدها ألنها تعود إىل األزمنة الغابرة‬ ‫يف رمالهــــا ...‬ ‫إن قطع حجر الصوان التي اكتشفت يف منطقة رأس العني تشهد‬ ‫أن توزر كانت مأهولة منذ عصور ما قبل التاريخ. والنقود البونية‬ ‫ّ‬ ‫التي تحمل صور أشجار النخيل تدل عىل أن املدينة كانت تربطها‬ ‫عالقات اقتصادية قوية مع قرطاج. تاوزر، النوميدية كانت تحمل‬ ‫‪I View of‬‬ ‫‪I‬‬ ‫‪1. Vue de Tozeur‬‬ ‫‪Tozeur I‬‬ ‫مشهد ملديـنة تــوزر‬ ‫‪2. En haut d’un minaret‬‬ ‫‪On top of a minaret I‬‬ ‫مئــذنة مسجــد‬ ‫45‬ ‫‪I‬‬ ‫‪La Gazelle 59 I‬‬ ‫‪I‬‬