Ghazl Mahalla Bulletin Issue 1 Jan. 2017 | Page 22

النشرة الثقافية - العدد الأول ‎15‎

الملابس الذكية بتكنولوجيا النانو تراقب وتقيس المؤشرات الحيوية لمن يرتديها

هذه ملابس مضادة للبكتيريا وهذه تتحمّل الصدمات وأخرى لا تتأثر بالماء ، وتلك تقرأ مؤشراتك الحيوية مثل نبضات القلب وضغط الدم وترسلها إلى شبكة معلومات ، بل أصبح في إمكانك أن تتصل بالإنترنت من خلال القميص الذي ترتديه ‏..‏ كل ذلك أصبح حقيقة واقعة وليس من الخيال العلمي ، إنها خطوة أخرى على طريق التطور ؛ منسوجات ذكية تساهم في تغيير نمط الحياة اليومية مستخدمة أحدث التكنولوجيات ‏..‏ تكنولوجيا النانو .
ملابس تنظف نفسها بنفسها وتشحن الهواتف الذكية وتعرض أحدث الأفلام
النانو هي كلمة إغريقية تعبرّ‏ عن وحدة قياسية تساوي جزء من المليار فالنانو متر يساوي واحد على مليار متر ويكفي أن تعلم أن سماكة شعرة الإنسان حوالي ‎50‎ ميكرومتر أي ‎50.000‎ نانومتر وإذا اصطفّت عشر ذرات هيدروجين لبلغ طولها نانومتر واحد . والنانو تكنولوجي أو تكنولوجيا الصغائر هي مساحة من العلم والمعرفة متعددة التخصصات تهتم بمعالجة المادة على المقياس الذري والجزيئي . وتتركز آلية عمل المنسوجات الذكية في وجود إضافات تكنولوجية متناهية الصغر يتم نسجها مع خيوط النسيج بحيث تكون هذه الأسلاك الالكترونية جزءاً‏ متشابكاً‏ مع خيوط الأقمشة المرنة الأمر الذي يوفر لها الحماية والاستقرار في أنسجة القماش . هذه الإضافات تستجيب بكفاءة عالية لأي متغيرات مهما بلغت دقتها سواء في درجة الحرارة أو شدة الضوء أو غير ذلك من التغيرات ، كما يمكنها استعادة حالتها الأولى ( الشكل واللون والأبعاد ) بعد زوال التغيرات المحيطة بها . ومن هنا يتضح أن المنسوجات الذكية تمثل الجيل القادم من الألياف والأقمشة والمنتجات المصنعة منها وعلى رأسها الملابس
فقدرتها على التحكم الذاتي تمنحها القدرة على أن توفر لنا أسباب الراحة والعناية أثناء ممارستنا لأنشطة الحياة اليومية ، فهناك نسيج يمكنه مراقبة صحة الفرد الذي يرتديه عن طريق أجهزة استشعار دقيقة مغزولة في النسيج الذكي تقوم بفحص سوائل الجسم مثل العرق ومكونات الدم وتقيس درجة الإرهاق ومعدل نبضات القلب والضغط وترسلها إلى الهاتف الذكي لمتابعتها وهناك الملابس الحربية الذكية التي تغير ألوانها لإتاحة التخفي والتمويه والمتصلة بنظام تحديد المواقع بالأقمار الصناعية GPS وتستخدم أيضاً‏ في الاتصالات وتلقّي وإصدار الأوامر ، وهي ما يُعرَف بالتكنولوجيا القابلة للارتداء . Wearable Technology
وتشهد الملابس والأنسجة الذكية حالياً‏ نمواً‏ متسارعاً‏ وتحتل أهمية خاصة في جميع أنحاء العالم ، خاصة مع التطورات السريعة والمتزايدة في اجهزة الاتصالات والالكترونيات وتقنيات النانو ، وكذلك مع الحاجة إليها للاستجابة للتغيرات الحادثة في حياة الإنسان في مجالات الأمن والصحة وخدمات الطوارئ وليس أدل على ذلك من أن شركة أبحاث السوق « جارتنر » توقعت أن يتم شحن ‎91‎ مليون وحدة من الأجهزة الذكية القابلة للارتداء خلال عام ‎2016‎ من بينها
‎26‎ مليون من فئة الملابس الذكية ، وتشكل المنسوجات الذكية حالياً‏ ما يقرب من % ‎29‎ من إجمالي النسيج عالمياً‏ مما يعطي انطباعاً‏ عن مدى تنامي هذه الصناعة .

النشرة الثقافية - العدد الأول ‎15‎