Ghazl Mahalla Bulletin Issue 1 Jan. 2017 | Page 13

‎24‎ النشرة الثقافية - العدد الأول

تنمية مهارات وقدرات رأس المال البشري

الموارد البشرية تعبير عن الثروة الأساسية في أي منظمة أو مؤسسة ، وهي عنصر الإنتاج الرئيسي والأهم والذي تطغى أهميته على ما عداه من عناصر الإنتاج . وتضم الموارد البشرية كل الأفراد العاملين في المنظمة من مختلف النوعيات والدرجات . وتحتل الموارد البشرية المرتبة الأساسية في الاهتمام على مستوى العالم المعاصر باعتبارها أهم عنصر من عناصر التنمية ، ومن منطلق أن تنظيمها وحسن استخدامها وصقل قدراتها ورفع مهاراتها له أكبر الأثر في تقدم المؤسسات والدول ‏..‏ لذا وجب التركيز على إعداد برامج شاملة للتنمية البشرية قائمة على أسس علمية مدروسة .
إن التقدم الاقتصادي هو نتيجة لزيادة إنتاجية الفرد كماَّ‏ وكيفاً‏ ؛ وإنتاجية الفرد هي النتاج الطبيعي لقدراته ومهاراته ، ومن ثمَّ‏ تكون تنمية شكيل قدرات ومهارات رأس المال البشري هي العنصر الحاكم لتحقيق التقدم الاقتصادي وتحديد موقف الدولة ومكانتها الإنتاجية على الخريطة العالمية . وقد انتقل الاهتمام المتزايد بالمورد البشري من الحكومات إلى منظمات الأعمال المختلفة كبيرها وصغيرها ، حيث تبينت الإدارة النابهة والساعية إلى تحقيق التفوق والتميز إلى أن العنصر الحاسم لذلك هو وجود أفراد مدربين ذوي كفاءة ومقدرة ورغبة ، وأنه مهما توافرت إمكانيات العمل والإنتاج المادية فإن الأفراد هم وحدهم القادرون على إنجاحها وحسن استغلالها .

‎24‎ النشرة الثقافية - العدد الأول

ومن ثمَّ‏ تحول الاهتمام التقليدي " بإدارة الأفراد " التي كانت تهتم في الأساس بالأمور الإجرائية في تسيير شئون العاملين إلى مفهوم متطور يتسع ليشمل " الموارد البشرية " وأصبحت تهتم بالجانب السلوكي والإداري في تعظيم الإفادة من طاقات البشر ووضعها في الإطار التنظيمي المناسب .
أهمية الموارد البشرية
تسعى إدارة أي منظمة أعمال إلى تحقيق أهداف تتمثل في إنتاج سلع وخدمات لتباع في الأسواق إلى المستهلكين بأسعار مناسبة يتحقق عنها ربح ، بذلك تتمكن المنظمة من استمرار الحصول على الموارد اللازمة للاستمرار في العمل ‏..‏ ولكي تحقق إدارة المنظمة ما تريد ينبغي لها أن تحصل على الموارد البشرية القادرة المؤهَّلة ، وأن تضعها في مجالات الاستخدام المخططة لتعمل وفق التعليمات والنظم المحددة ، وبالتالي تنتج بالكميات والجودة المطلوبة . وإذا لم تكن الموارد البشرية مؤهَّلة تأهيلاً‏ جيداً‏ لمجالات عملها تتحقق نتائج مخالفة تماماً‏ لما تريده الإدارة حيث تظهر العديد من الظواهر السلبية مثل : إنتاج مخالف
للمواصفات ، إنتاج بكمية أقل ، إنتاج في توقيت غير مناسب ، إسرف وفاقد في استخدام الموارد ومن ثمَّ‏ قدرة تسويقية أقل للمنظمة وبالتالي عائد أقل وتضاؤل في القدرة على الاستمرار ‏..‏ تلك هي خطورة وأهمية الموارد البشرية . ومن هنا تأتي أهمية الأنشطة المتعلقة بتنمية الموارد البشرية ألا وهي : - تخطيط الموارد البشرية . - إعداد وتأهيل الموارد البشرية . - تدريب ورفع كفاءة الموارد البشرية كعملية مستمرة ومنتظمة .
- التقييم المستمر لأداء الموارد البشرية . - التنمية الشاملة للموارد البشرية .
- تحديد الأجور والرواتب . - الرعاية الاجتماعية والنفسية . - استثمار الموارد البشرية وتوجيهها لما فيه استثمار ناجاحاتها وخبراتها . وإذا كنا نؤكد على أهمية البشر كعنصر حاكم لإحداث التنمية والتقدم ؛ فإن ذلك من منطق أنه أهم الموارد المتاحة . ولا نعني بذلك مقارنته أو مساواته بالموارد الأخرى مثل الأرض ورأس المال والموارد الطبيعية بل نعتبره المورد المبدع المتجدد الذى لا تنضب طاقاته إذا ما أُحسِِ‏ نَ‏ تشكيل وتعظيم قدراته ومهاراته ، إنه الإنسان صانع التحول لكافة الموارد الأخرى . وليس ذلك فحسب ؛ بل أننا ننظر إلى الإنسان أيضاً‏ على أنه أهم عناصر الاستثمار ولا نعني بذلك مقارنته بمعدات وآلات الإنتاج إذ أن ذلك المفهوم يحوِّل البشر ويجرِّدهم من صفتهم الإنسانية ، ولكن الغرض هو التأكيد على أن الاستثمار في البشر هو استثمار عائده مؤكد ويفوق عوائد الاستثمار المادي على المدى البعيد .