Ghazl Mahalla Bulletin Issue 1 Jan. 2017 | Page 12

النشرة الثقافية - العدد الأول ‎25‎
لماذا الاهتمام بقدرات
مديري المنظمات
قبل التفكير في تنمية رأس المال البشري يجب البدء بدراسة قدرات ومهارات مديرو المنظمات ، فالمدير هو الذي يحدد الأهداف ويستكشف الحاضر ليحدد أين يقف ويتنبأ بالأهداف المستقبلية للفترات القادمة ‏..‏ وهو المسئول عن التخطيط والإعداد للعمل وتوجيه القوى الخلاقة للأفراد في اتجاه أهداف الشركة . إن اهتمامات المدير المعاصر يجب أن تمتد إلى أبعد من مكان عمله إلى الموردين والعملاء والمساهمين بل إلى المجتمع بأسره ؛ حيث يجب أن يرتبط عمله إيجابياً‏ باحتياجات وآمال كل هؤلاء الناس الذين تتعايش معهم شركته . في الحقيقة إن المدير هو أهم عناصر عملية تنمية رأس المال البشري ؛ فهو الأقرب إلى ملاحظة سلوك الفرد والأقدر على كشف إمكانياته ومشكلاته وبالتالي فهو الأقدر على تحديد احتياجاته التدريبية . لهذا يجب تشكيل قدرات ومهارات الإدارة العليا بمنظمات الأعمال ليتحقق لها القدرة على خلق المناخ التنظيمي الملائم ، واستخدام الأساليب المتطورة في اختيار الأفراد وتأهيلهم بالعمل والأداء المتميز والعمل على خلق روح المشاركة . ويصبح لديها شمول وتكامل في توجهاتها واهتماماتها ونظرتها للأمور والمشكلات . قيادة تقوم على التفاهم المشترك مع العملاء والعاملين واعتبار الجميع شركاء في النجاح . قيادة تؤمن بأهمية العلاقات الإنسانية مع كل الأطراف العاملة معها وتعمل على فهم توجهاتهم وخلفياتهم وتحاول أن تصل إلى التأثير في هذه المكونات السلوكية للأفراد .
أهمية المعلومات في تشكيل قدرات ومهارات رأس المال البشري
إذا كنّا نؤكد على أهمية التعليم باعتباره العنصر الحاكم لتنمية مهارات وقدرات رأس المال البشري ونرى إحداث تغيرات وتحولات جذرية في استراتيجيته وفلسفته وأهدافه لإحداث تنمية معرفية متعاظمة للخريجين لتتوافق قدراتهم ومهاراتهم مع متغيرات التكنولوجيا المتسارعة ؛ وإذا كنا نؤكد على حتمية استكمال التعليم المناسب بالتدريب المناسب ونركز على حتمية وأهمية التدريب وإحداث تحولات جذرية أيضاً‏ في استراتيجيته وأهدافه ‏..‏ فإن ذلك يمكّننا من بناء قاعدة قوية راسخة من رأس المال البشري يحقق انطلاقة مستقبلية كبرى . ولكننا بحاجة إلى تنمية قدرات الحاضر وبأسرع ما يمكن ويستحيل تحقيق ذلك إلاّ‏ في وجود شبكة معلومات تحقق الهدف الحاضر وتكون نواة صلبة للمستقبل . إذاً‏ لابد من تأسيس شبكة معلومات تحدد بدقة ووضوح كافة البيانات والمعلومات عن رأس المال البشري لإتاحة المعلومات المطلوبة لتخطيط وتنفيذ ومتابعة وتقييم الأنشطة المعنية بتشكيل قدرات ومهارات رأس المال البشري ، ومن أهم البيانات التي نراها أساسية وضرورية ما يلي : عدد المنشآت وتوزيعها ، عدد العمالة ونوعيتها ( ذكور / إناث ، فنية / إدارية ، قيادية / تنفيذية ) ، تخصصات ومؤهلات العمالة ، المستوى الفني للإنتاج ( يدوي ، نصف آلي ، آلي ) ، إمكانيات التدريب المتوفرة في المنشآت ، إمكانيات التدريب المتوفرة خارجياً‏ ، تقدير الاحتياجات التدريبية . ونظراً‏ لأهمية تلك البيانات كركيزة أساسية يرتكز عليها نشاط تشكيل قدرات ومهارات رأس المال البشري ؛ وأنه على حسب درجة دقتها سوف يتوقف مدى فاعلية التدريب ‏..‏ فإن التخطيط لجمع وإعداد وتبويب تلك البيانات وتحديد معايير محددة موحدة يجب أن يتم بمعرفة وتحت إشراف خبراء متخصصين لوضع الأسس والأساسيات والمعايير .
الخلاصة
تعتبر القوى العاملة الدعامة الأساسية للاقتصاد القومي لمصر ولا شك في أن تنظيمها وحسن استخدامها وصقل قدراتها ورفع مهاراتها له أكبر الأثر في تعظيم استغلال ثروتها القومية ورفع مستوى معيشة أبنائها . إن الحجم المتنامي لرأس المال البشري المصري يمكن أن يكِّون ثروة قومية كبرى تفتح فرصاً‏ عظيمة للنمو والتطور لقطاع الأعمال وتعظِّم استثماراته وصادراته كما يمكن تقليص حجم البطالة بمعدلات ملموسة إذا ما تم تأهيل وتطوير قدرات ومهارات راغبي العمل بشكل جيد من خلال آليات تساعد على إحداث نتائج مثمرة على المدى القريب والمتوسط . لقد بُذِ‏ لَت جهود كبيرة في مصر في السنوات الأخيرة لتنمية قدرات ومهارات رأس المال البشري إلاّ‏ أنها أمام التغيرات المتسارعة لم تحقق بعد نتائج ملموسة تتوافق مع تلك المتغيرات . إن مصر الآن أصبحت مُعدَّة أكثر من أي وقتٍ‏ مضى للانطلاق الاقتصادي فهي تحاول جاهدة تدعيم الاستقرار وحل الكثير من المشاكل المعوقة مثل ضعف البنية الأساسية ، كما بدأت في حل مشكلة التعليم والاعتراف بأنها القضية الأساسية لتنمية المجتمع . إن التركيبة البشرية لمصر تعتبر ذات قابلية للتدريب والتأهيل والتنمية بدرجة مرتفعة ، كما أن الطاقة البشرية المصرية عرف عنها أنها تنطلق في الأزمات ، وعلينا استثمار تلك الميزات وعندما نناقش قضية تشكيل قدرات ومهارات رأس المال البشري المصري فلابد أن نعترف بأن الآليات المستخدمة لذلك لم تستطع بعد إعداد الشباب المصري الداخلين سنوياً‏ سوق العمل على النحو الذي يمكّنه فعلاً‏ من ولوج عالم الأعمال والإنتاج ، نظراً‏ لأن تلك الآليات تمثل أنماطاً‏ تقليدية أصبحت غير مجدية في عصر التحديات العالمية .

النشرة الثقافية - العدد الأول ‎25‎