13 . 5 مُقدّمة مُختَصرة عن مفهوم “ الصّ دمة ”
. 5 مُقدّمة مُختَصرة عن مفهوم “ الصّ دمة ”
الهدف : توضيح المقصود “ بالصّ دمة ” و “ الأحداث الصّ ادمة ” وآثارهما على النّاس .
الصّ دمة تعني الجرح . فهي تُشير ، في كلٍّ من الطَّ ب وعلم النّفس كِلَيهما ، إلى الإصاباتٍ الجسدية أو النفسية البليغة ، ومنها التّهديدات للحياة أو للسّ لامة الجسدية . وكما عبَّرت جودث هِرمان ” Herman “ Judith ( 1992 ، الصّ فحة ) 33 عنها قائلةً بأنّ الصّ دمة هي “ صِ دام شخصي مع الموت والعُنف ”.
الجزء الأول : نقاط الانطلاق
أمّا “ الحدث الصّ ادم ” فهو الحدث الذي له القُدرة على التّسبُّب في صدمةٍ نفسية أو جسدية . وبمواجهة مثل هذا الحدث ، فإنَّ الاستجابة الفورية للجسم والعقل هي الصّ راع لأجل البقاء . ويُعبَّر عن هذه الاستجابة سلوكياً عن طريق الاستجابات التالية : “ المواجهة أو الهروب أو التّجمّد في المكان ” أو الاستسلام أو “ التّظاهر بالمَوت ”.
وتُغيِّر الأحداث الصّ ادمة في أغلب الأحيان الطَّ ريقة التي يفهم بها النّاجون العالم من حولهم . فقد يفقدون الشّ عور بالأمان ، وقد يشعرون بالاستضعاف والعجز . وإذا كان الحدث يشتمل على أفعال عُنفية وعلى النّية في إلحاق الأذى المقصود ، فإنَّ الناجي قد يفقد الثِّقة في الأشخاص الآخرين ، كما سيتعطَّ ل عالم العلاقات الدّاخلية لدى النّاجي بصورة شديدة . وتُعتَبر الصّ دامات الشخصية ، المصحوبة بالعنف البشري أو الذي هو من صنع الإنسان ، أكثر أشكال الصّ دمات إزعاجاً ، والتي من المُحتمل أنْ تُخلِّف الآثار الأكثر استمراراً .
ويؤدّي فُقدان الأمان والسَّ يطرة ، والثقة عادةً إلى الإكتئاب ( الحزن العميق ، وفقدان الرغبة في الحياة ، وغير ذلك ) أو إلى القَلق . وقد يُلازِمُ الصّ دام الشّ خصي مع العُنف والموت النّاجي أيضاً ، فقد يستذكر ( يتجرَّع مرارة الحدث ) بألمٍ في أحلامه أو حياته اليومية ( وهذا يُسمَّى أيضاً
بالألفاظ التالية “ اقتحام الذات أو التّسلّل إلى النفس أو التّدخّ ل ”(. Intrusion وينطلق هذا الشعور بالاقتحام ، في أغلب الأحيان ، بسبب أشياء تذكيرية للناجين قد تجعلهم يحاولون التَّهرُّب من كُلِّ شيءٍ يُعيد الحدث إلى الذّاكرة ( ويُسمّى أيضاً بلفظ “ التَّجنُّب ”(. avoidance ونُطلِق ، في هذا الدّليل ، على الأشياء التّذكيرية التي تُسبب اقتحام الذات مُصطلح “ المُثيرات أو المُسبِّبات ”. triggers وقد يشعر النّاجون بأنّهم مُنفصِ لون عن أحاسيسهم جسدياً ، كما يشعرون بالخَ دَران ، أو قد يفقدون القدرة على استرجاع الذّكريات الصّ ادمة . وتظهر حالة من الاستثارة المُتزايدة بصورةٍ مُعتادة . وقد يأخذ النّاجون الحيطة والحذر في كل الأوقات ، أو يفزعون / يجفلون بسهولة ، أو يسوء نومهم ، أو يكونون قابلين للاستثارة ، أو يصعُب عليهم التّذكّر والتّركيز ( فَرْطُ الإثارة (.
وقد تستمر ردود الأفعال هذه لأشهرٍ أو حتى لسنواتٍ إذا كان النّاجي يفتقر إلى الدّعم والمُساعدة . ويُطلِق أطباء النّفس على هذه الحالة الذّهنية مُصطلَح “ حالة اضطراب الكَرب التّالي للصّ دمة ” ( PSTD (.
وبناءً عليه فإنَّ الأعراض الثلاثة التّالية هي أعراضٌ اعتيادية للاضطرابات المُتعلِّقة بالصّ دمات الشّ ديدة :
• الاقتحامات : الذّكريات الاقتحامية ، واستعادة الذّكريات ، والكوابيس .
• التّجنُّب : التّهرُّب من المواقف التي تؤدي إلى استرجاع الكارثة .
• التّغيرات في مستوى الإثارة ( مرتفع أو مُنخفض (: إما أنْ يجفلَ الشّ خص بسهولة ، ويتوتَّر ويعاني من نوبات غضب ، أو أنْ يشعر بالخدران أو الاكتئاب .
فقد يكون الأفراد الذين تعرَّضوا للصّ دمة ، بناءً على ذلك ، يعيشون قَدْراً كبيراً من التّوتر والحزن ، والمشاعر المليئة بفقدان الأمل وفقدان القيمة الذاتية . ويهدِف هذا الدليل إلى استرجاع إحساسهم بالسَّ يطرة على الذات ، وإلى تمكينهم عن طريق منحهم مهارات التّعامل مع الوَضع ومُساعَدتهم على إعادة بناء العلاقة الاجتماعية وجسور الثِّقة من جديد .