Arabic - Mental health and gender-based violence Arabic version | Page 21

‎12‎
. 4 العنف القائم على النّوع الاجتماعي المُمارس في حالات النّزاع والحروب
الجزء الأول : نقاط الانطلاق

. 4 العنف القائم على النّوع الاجتماعي المُمارس في حالات النّزاع والحروب

الهدف : توضيح العلاقة بين العنف القائم على النوع الاجتماعي والعنف القائم على النوع الاجتماعي الجنسي في الحرب ، ولماذا وُصف بأنه من “ أسلحة الحرب ‏”،‏ وكيف يؤثر على كلا الأفراد والمجتمع .
يشير مصطلح “ العنف القائم على النوع الاجتماعي ” إلى العنف الذي يستهدف الأفراد أو الجماعات على أساس نوعهم الاجتماعي . أما “ العنف الجنسي ” فهو شكل من أشكال العنف القائم على النوع الاجتماعي والذي قد يشمل الاستغلال الجنسي ، الإيذاء الجسدي أو الاعتداء . إذ يشير إلى أي عمل ، محاولة ، أو التهديد ذو الطابع الجنسي الذي يؤدي ، أو من المحتمل أن ينشأ عنه ، أذى جسدي ، نفسي ، وعاطفي . كلما أشرنا إلى العنف القائم على النوع الاجتماعي في هذا الدليل فنحن نركز على لعنف القائم على النوع الاجتماعي الجنسي .
يبدو أنَّ‏ العنف القائم على النّوع الاجتماعي في حالات الحروب ، في أغلب الأحيان ، أمرٌ‏ لا يُمكن التّنبّؤ به أو أمرٌ‏ عشوائيٌّ‏ ؛ لكنّه يُستخدم كسلاحٍ‏ استراتيجي لدحرِ‏ الخصوم وإهانتهم . وكان وما زال يُعتبر سمة من سمات الحروب والنّزاعات عبر التّاريخ . ويرتبط العنف القائم على النّوع الاجتماعي ، في ذلك السّ‏ ياق الحالي ، بالتّطهير العرقي ، والإبادة الجماعية ، والاسترقاق / الاستعباد الجنسي ، وممارسة البغاء بالإكراه ( الدّعارة القسرية ‏(،‏ والاتجار ، والاختطاف ( تُشكّل الفتيات اليافعات معظم المختطفين ‏(،‏ والاعتماد على المُتبرِّعين ( المُحسِ‏ نِين ) الذكور في مخيمات اللاجئين ، وغير ذلك . ويُستَخدم الاغتصاب ، في أحوالٍ‏ كثيرة ، كسلاح حربي لترهيب الأُسرِ‏ والمُجتمعات وإهانتها ، ولتجريد من يعتبرونهم أعداءً‏ من صفاتهم الإنسانية . وتُجبَر النّساء ، في أغلب الأحيان ، على تقديم خدماتٍ‏ جنسية للمُقاتلين .
أقر مجلس الأمن التابع للأمم المُتحدة بالإجماع ، في حزيران / يونيو ، ‎2008‎ القرار رقم ( ‎1820‎ قرار مجلس الأمن ‏(،‏ ‎1820‎ والذي يتناول العنف الجنسي المُمَارس في حالات النّزاع وبعد انتهائه . وأقرّ‏ مجلس الأمن أيضاً‏ ، في عام ، ‎2009‎ القرار رقم ‎1888‎ الذي يحثُّ‏ الدّول الأعضاء على اتِّخاذ خطواتٍ‏ فعّالة لوقف استخدام العف الجنسي كأساليب في الحرب . ويأخذ القرار رقم ‎1888‎ بعين الاعتبار التّطبيق العملي لبعض التّوصيات المشمولة في قرار مجلس الأمن رقم . ‎1820‎ وبموجب هذه القرارات ، يؤكَّد المُجتمع الدّولي بوضوح أنَّ‏ العنف الجنسي يُستَخدم لشنِّ‏ الحروب ، وأنَّ‏ ممارسة هذه السلوكات محظور . ويُعتَبر الاغتصاب الآن جريمةَ‏ حرب .
ويُوصَ‏ ف الاغتصاب بأنّه “ سلاح حربي ” لأنَّه يُستَخدم من أجل تدمير المُجتمعات من الدّاخل . فالنِّساء مسؤولاتٌ‏ ، في العديد من المُجتمعات ، عن رعاية الصّ‏ غار والكبار ، وقد يكنّ‏ مسؤولاتٍ‏ عن كسب الدّخل لأُسَ‏ رِهنّ‏ في أوقات الحروب . فإهانة النّساء هي إهانةٌ‏ أيضاً‏ لرجالهن الذين لم يكونوا قادرين على حمايتهنّ‏ . كما يُدمّر الاغتصاب الثِّقة بالنَّفس ، ويُعطِّ‏ ل الشّ‏ بكات الاجتماعية . وبعد حدوث الاغتصاب ، يُهمَّش العديد من النّساء ، ويُوسَ‏ منَ‏ بوصمة العار ، ويُعزَلن من المُجتمع . كما يُستخدم الاغتصاب في حالات الحروب ، وبينما يُستخدم الحمل القَسري لغايات التّطهير العرقي ، ولاستعراض القُوّة ولتدمير العدو . ولمُمارسة العنف القائم على النّوع الاجتماعي في حالات الحروب عواقب وخيمة . فهو ، على الصّ‏ عيد النَّفسي ، صدمةٌ‏ كبيرة ؛ إذ يُسبِّب في أغلب الأحيان ألماً‏ جسدياً‏ وخوفاً‏ شديدَين . ويُعتَبر انتقال الأمراض أيضاً‏
أمرٌ‏ كثير الحدوث ، وخصوصاً‏ في الحالات التي تتمتّع فيها المرأة بقدر قليل من السلامة أو الأمن ، وبضعف إمكانية الوصول إلى الرعاية الصّ‏ حية أو أشكال الدّعم الأخرى . وبناءً‏ على ذلك ، فإنّه لمن الأهمية بمكان ، تقديم العون والمُساعدة للنّاجين ، من أجل استرداد كرامتهم واحترامهم لأنفسهم ، واستِحداث ظروفٍ‏ يشعرون فيها أنّهم محميّون ومنتمون إلى مُجتمعٍ‏ ما .