126
الجزء الثالث : النّظرية
أعراض فَرْط الإثارة :
هذه الأعراض هي عِبارة عن تعبير يُسمَّى استجابة " مُواجهة التّهديد- الهَروب من التّهديد ". فعندما تَكون النّاجيات مُتنبِّهات لعلامات الخطر بصورةٍ مُفرِطة ، فإنّهنّ يكنَّ فسيولوجياً في حالتَيْ الاستنفار والأزمة ، كما لو أنَّ الحدث الصّ ادم ما زال يَحدُث . إنَّ النّاجية مُجهّزة جسدياً إمّا للهروب أو للدّفاع عن نفسها . فبعض الأعراض ذات الصِّ لة مُماثِلة لاضطرابات الذُّعر أو القَلق . ولا حاجةَ ، في حالاتٍ عديدة ، إلى استَثارتها إنّما تكونُ حاضِ رةٍ باستمرار . وتَشتَمِل هذه الأعراض على ما يلي :
• أنْ يجفَل الشّ خص بسهولة . قد تُصاب النّاجيات بفزعٍ شديد جرّاء سَ ماع صوت إغلاق الباب بقوة ، أو من صوتِ سيارة الشّ رطة ، أو من أيِّ ضجّ يجٍ عالٍ .
• فَرْط التّنبُّه : يكون الأشخاص في هذه الحالة على وعيٍ شديدٍ بكلِّ ما يدور من حولهم ، فهم متنبّهون دائماً . وهم يَرَوْنَ علامات الخَ طر في كلِّ مكان . وعندما تكون هذه الحالة الذّهنية واضِ حة جداً فإنّها تُشبِه الذُّهان ( جنون الارتياب (.
• التَّوتُّر : أن تكون مُتوتراً أو على حافَّة الهاوية قد يُسبِّب مُشكلات عضلية ، وألماً مُستمرّاً .
• صعوبات في النّوم : قد تَستيقِظ النّاجيات من النّوم في أحوالٍ كثيرة ، أو قد يُجافي النّوم أعيُنَهُنّ ، وغير ذلك . فهنَّ خائفاتٍ ، في أغلب الأحيان ، من وقوع الحَ دث الصّ ادم مرّة أخرى إذا خَ لدنَ إلى النّوم .
• انفجار الغَضب : قد تُصبِح النّاجيات قابِلات للاستثارة بصورةٍ شديدة جداً . وقد يُسبّب هذا الانفجار مُشكلاتٍ مع الأُسرة ، أو الأصدقاء لأنَّ الغضب لا يكون مُبرَّراً في الغالِب ، ولأنَّ سلوك النّاجية قد يكون مُستَثيراً للآخرين أو قد يُساءُ فهمه .
ونتيجةً لكلِّ الأعراض التي تعيشها الناجية ، فإنها فقد تُواجه ، إضافةً إلى الضِّ يق النَّفسي ، صعوباتٍ بالغة على مستوى العَلاقات أو على المُستوى المِهني .
عامِل مُجهِد خاص : الاغتصاب كُسبب لردود الأفعال الشّ ديدة على الصّ دمة
الاغتصاب هو أيّ نوعٍ من أنواع الاعتداء الجِ نسي الذي يشتملِ غالباً على الإيلاج الجِ نسي الذي يبدأه شخصٌ واحد أو أكثر ضدَّ شخصٍ آخر دون رضاه " )" هولزمان " Holzman 1996 (. إنَّ الاغتصاب شكلٌ صارخ من أشكال العُنف ، ويُسبّب نفس الأعراض وتأثيرات الصّ دمة التي تُسبِّبها الأحداث الكارثية الأخرى التي ناقشنها أعلاه . فلجرائم العُنف التي يرتكبها أشخاصٌ آخرون بقصد إلحاق الأذى ، أكثر العواقِب خطورةً من بين جميع الصّ دمات . وتُدمِّر جرائم العُنف العلاقات الاجتماعية للشَّ خص المُتعرِّض لها .
ويُصبِح مُعظم الأفراد الذين تعرَّضوا للاغتصاب مَصدومين . وتتألّف صَ دمة الاغتصاب من عوامِل عديدة ، ومنها الخوف من الإصابة أو القَتْل ، والتّجريد من الإنسانية ( مُعامَلة المُغتصبة كشيءٍ ما (، وفقدان الناجية القدرة على التّحكم بجسدها وما يحدث له ، وأنْ تُصبح عاجزةً لا حول ولا قُوّة لها . وعلى الرّغم من ذلك ، فإنَّ اغتصاب النِّساء ، في العديد من المُجتمعات ، لا يزال لا يُعتَبر جريمةً شديدة لأنّه يُعتَقد أنَّ النساء يلعبنَ دوراً تبعياً في المُجتمع ، وأنَّهنّ لا يتمتَّعن بالحقوق نفسها التي يتمتّع بها الرجال . وتُعتَبر هذه الجريمة ، في أغلب الأحيان ، انتهاكاً لملكية الرّجل .